قال زميل معهد الشرق الأوسط الأمريكي، أليكس فاتانكا، في تحليل له نشرته مجلة "ناشونال إنترست"، إن ظروف إيران الإقليمية وحماية مصالحها - لا أيديولوجيتها - هما اللذان شكلا تاريخياً نهجها في التعامل مع المقاتلين السنّة، غير أن صعود تنظيم داعش بدأ يشوّش هذا النهج. وأوضح الباحث أن حالة الذعر التي تنتاب طهران بسبب تقارير تتحدث عن إيجاد داعش موطئ قدم داخل إيران، جعلتها تفكر في كيفية التخفيف من أسباب شكوى السُنّة المحليين من الحياة في الجمهورية الإسلامية. وذكر الكاتب في مستهل مقاله أن الفكرة المتوافق عليها عموماً في واشنطن هي أن طهران تعتبر الحركات الجهادية السنية خصوماً يتعارضون معها أيديولوجياً، وهذا ليس بالمفاجأة؛ حيث إن الأغلبية العظمى من الأدبيات الجهادية السنية تنص بوضوح على أن إيران التي تسكنها أغلبية شيعية تعتبر نموذجاً يجسّد الإلحاد، بل وإيران - عند السواد الأعظم من الجهاديين السُنة، بمن فيهم مَن ينتمون إلى تنظيم داعش - عدو أكبر يفوق في عداوته كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة. لكن التاريخ يبين لنا أنه على الرغم من خط الصدع هذا، فلطالما كانت إيران مستعدة لغض الطرف عن الأعمال القتالية التي يقوم بها الجهاديون السُنة ما دامت إيران ليست هدفاً لها. والحقيقة، بحسب الكاتب، هي أن هناك موفوراً من الأدلة التي تثبت أنه على الرغم من أن الإيرانيين كثيراً ما قاتلوا الجهاديين، فإنهم أيضاً مكنوا الأعمال القتالية التي يقوم بها الجهاديون السنة في بعض الأحيان، بل وشجعوها.