أشاد رضا مالك، رئيس الوزراء الجزائري الأسبق والناطق باسم الوفد الجزائري المفاوض في اتفاقية إيفيان التي أنهت 132 عاما من الاستعمار الفرنسي، بالدور المصري المؤيد للثورة الجزائرية التي انطلقت عام 1954. وقال مالك، فى تصريحات لوكالة أبناء الشرق الأوسط بالجزائر بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر المصادف ل19 مارس: "إن مصر تأتى على رأس الدول العربية التي اعترفت بالحكومة الجزائرية المؤقتة التي أسست فى سبتمبر عام 1958 بالمغرب، وساهم هذا الاعتراف فى إعطاء قوة دفع للوفد المفاوض أمام سلطات الاحتلال الفرنسي حينذاك فى مدينة أيفيان الفرنسية". وأضاف رضا مالك، 81 عاما - آخر الباقين على قيد الحياة من أعضاء الوفد الجزائري المفاوض - أن فرنسا لم تمنح للجزائريين استقلالهم هدية، بل إن الجزائريين انتزعوا اعترافا من فرنسا بقيام الجزائر ككيان مستقل وقائم بذاته بعد احتلال استمر 132 عاما، مشيرا إلى أن التوقيع على اتفاقية أيفيان جاء نتيجة مفاوضات شاقة امتدت لأكثر من سنتين قبل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين. وذكر أن الاتصالات بين فرنسا وجبهة التحرير الوطني بدأت منذ بداية الحرب التحريرية في أول نوفمبر 1954، غير أن الاتصالات في بداية الأمر لم تكن جدية حتى عام 1960 عندما أعلن الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديجول عن استعداده التفاوض مع جبهة التحرير الجزائرية. وأشار إلى أن جبهة التحرير وافقت على الدخول فى المفاوضات لأنها لم تشأ أن يظهر ديجول وكأنه رجل سلم وأن الجبهة مصرة على الحرب، وكان اللقاء في مولان الفرنسية في 25 يونيو عام 1960 وكلفت الحكومة الجزائرية المؤقتة كلا من محمد الصديق بن يحي وأحمد بومنجل للقيام بهذه المحادثات. وأوضح أن هذه المفاوضات فشلت لأن الطرف الفرنسي كان يبحث عن شيء واحد هو وقف إطلاق النار دون مقابل وهو أمر رفضته جبهة التحرير ما لم يتم التوصل إلى اتفاق، ثم جرت مفاوضات أخرى بين الطرفين في عدة مدن مثل لوسارن ونيوشاتل وكلها فشلت إلى أن بدأت رسمية جديدة من 20 مايو إلى 13 يونيو عام 1961 دون أن يحقق الطرفان أيضا أي اتفاق بسبب اصرار شارل ديجول على الاحتفاظ بالصحراء، وهو الأمر الذى أطال الحرب سنة أخرى. وأشار إلى أن المفاوضات بين الجانبين اصطدمت أيضا بعدم الاتفاق على وضع مليون اوروبي يعيشون في الجزائر وبمحاولة ديجول الاحتفاظ بقواعد عسكرية في الجزائر كما هو الحال في قاعدة مرسى الكبير (قرب وهران بالغرب الجزائري) التي اراد ان يجعل منها "جبل طارق فرنسي". وقال: "الفرنسيون ابلغونا أن السيادة الجزائرية أصبحت مضمونة شرط ان ان نعطيهم القليل من النفط".