منذ عدة سنوات يتساءل المسافرون حول القواعد غير المنطقية التي تحظر استخدام الهواتف المحمولة على متن الطائرة خلال الرحلات الجوية وخصوصاً في فترة الإقلاع والهبوط. وكان يطلب من المسافرين سابقا إغلاق هذه الأجهزة خلال الرحلات الجوية لأسباب ترتبط بالسلامة. وبدأت سلطات الطيران حول العالم بالعمل على إزالة القيود التي تحظر استخدام الأجهزة الإلكترونية والسماح للركاب بتشغيل هواتفهم خلال الرحلات الجوية. وتشمل الإجراءات الجديدة بإمكانية استخدام الكمبيوتر اللوحي، وأجهزة القراءة الإلكترونية، ومنصات الألعاب الصغيرة، والهواتف الذكية. وسمحت أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية في العام الماضي، باستخدام خدمة "جيت تو جيت" أم "البوابة إلى البوابة" في الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية الإلكترونية. ولحقت بهما أستراليا وهونج كونج في الأسبوعين الماضيين. وتعني الخدمة الجديدة أن الركاب يمكنهم الاستمرار في ممارسة الألعاب أو إعداد رسائل البريد الإلكتروني على هواتفهم خلال فترة الإقلاع والهبوط، ولكن سيطلب منهم إغلاق وإبعاد الأجهزة كبيرة الحجم مثل الكمبيوتر المحمول خلال الإقلاع والهبوط بسبب مخاطر المطبات الهوائية. ورغم أن القواعد الجديدة قد تكون جذابة لبعض المسافرين، إلا أن البعض الآخر قد يفضل عدم استخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية على متن الطائرة. وقد تكون الرحلات الجوية مزعجة للكثير من الأشخاص، وخصوصاً بسبب الإضطرار للوقوف عند نقاط التفتيش الأمنية، فضلاً عن مقاعد الطائرة غير المريحة، ولكنها تمنح المسافر فرصة للتحرر من التكنولوجيا الحديثة. ويمكن للمسافر جواً أن يتحرر من هاتفه المحمول والأجهزة الإلكترونية، ويمنح نفسه بعض الوقت للاسترخاء والاستمتاع بقراءة كتاب، والنظر من النافذة والتأمل، ومشاهدة البرامج والأفلام الترفيهية. وتجدر الإشارة، إلى أن الأجهزة الإلكترونية تتسبب بأضرار صحية كبيرة، فضلاً عن تأثيرها السلبي على التواصل الإنساني الاجتماعي. ولفترة طويلة من الزمن، اعتبرت الطائرة مكاناً مثالياً يتيح إلى الناس الهروب من عبء التكنولوجيا. ويذكر أن دراسة أجريت في العام 2013 من قبل رابطة خبرة المسافرين، وجمعية الإلكترونيات الإستهلاكية، أشارت إلى أن 40 في المائة من المسافرين أرادوا استخدام هواتفهم المحمولة عبر خدمة "جيت تو جيت" في الطائرة، الأمر الذي يعني أن 60 في المائة من بينهم رفضوا الاستفادة من تلك الخدمة.