يخبرنا الله تعالى أنه من يريد أن يكون عزيزاً فى الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله تعالى فإنه سينال ما يريد لأن الله تعالى هو مالك الدنيا والآخرة وله العزة جميعها، كما قال تعالى: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ" سورة فاطر: آية 10: مكية توضح الآية أنه كان يريد الشرف الرفيع والمنعه فليطلبها من الله بطاعته فلله العزة جميعاً يهبها لمن يشاء، فإن الكفار كانوا يتعززون بالأصنام والمنافقون يتعززون بالمشركين فأنزل الله هذه الآية تخطئة لهؤلاء وأولئك ولتبين لهم أن العزة لمن أطاع الله تعالى ومن يطلب العزة فعليه بطاعة الله . ويقول تعالى "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" والمعنى أى ويصعد إلى الله تعالى الكلم الطيب من التوحيد وقراءة القرآن والأحاديث النبوية والذكر والشكر والدعوة إلى الحق والعمل الصالح يرفع قدر هذا الكلام الطيب عند الله بحيث يكون له من الأجر أعظم مما لو تجرد عن العمل الصالح ، وقيل معناه أن العمل الصالح يرفع الله إياه ويتقبله كما صعد إليه الكلم الطيب وتقبله . وقوله "وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ" أى أن الذين يفعلون السيئات ويمكرون بغيرهم لهم عذاب جهنم وأن عملهم يفسد ويظهر لأولى الأبصار فإن العبد إذا أخفى خافية أبدها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه وما أسر أحد سريرة إلا كساه الله رداءها إن خيراً فخير وإن شراً فشر فإن مكرهم وعملهم السوء سيذهبه الله هباءً لأنه عمل لم يكن لله فلم ينفع عامله. ويستفاد من هذه الآية الكريمة أن المكر السيّئ الذى يضر بالآخرين لن يفلحه الله تعالى، وأن بلوغ العزة تكون بطاعة الله تعالى.