جاء رفض حركة حماس للمبادرة المصرية بوقف إطلاق النار بين اسرائل والحركة ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك متاجرة حماس بدماء الشعب الفلسطينى فى غزة من أجل مكاسب سياسية على حساب القضية الفلسطينية نفسها. إن حماس – وللأسف- تستغل نزيف الدم الفلسطينى فى محاولة يائسة لتحقيق مكاسب سياسية ومن هنا لم يكن غريبا على قيادة الحركة أن ترفض مبادرة الرئيس السيسى لأن جثث الشهداء هى البوابة التى ستفتح لحماس خزائن التمويل القطرى والتركى. إن رفض حماس لمبادرة السيسى هو خيانة واضحة المعالم من جانب الحركة للقضية الفلسطينية وللدم الفلسطينى الذكى الذى يراق بسبب شطحات ومؤامرات حماس، كما أن رفض المبادرة يأتى تنفيذا لتوجيهات دويلة قطر التى تحتضن خالد مشعل والتى ستفتح خزائنها لقيادات الحركة مقابل ما تعتقد أنه تحجيم لدور مصر فى القضية الفلسطينية واحلاله بالدور القطرى وهو الحلم الذى يسعى اليه نظام الحكم فى قطر ولكنه حلم لن يتحقق لأن مصر التاريخ والحضارة والثقل السياسى والعسكرى لا يمكن لدول "قزمية" أن تعرقل دورها. لقد جاءت تصريحات الرئيس الفلسطينى أبومازن بأن المبادرة المصرية جاءت بناء على إلحاح منه للرئيس عبدالفتاح السيسى بمثابة صفعة على وجه قادة دويلة قطر وقادة عصابة حماس التى تجاوزت حدود الأدب وسيطر عليها نكران الجميل عندما اتهمت مصر بالتآمر على غزة بطرحها المبادرة. ولن ينسى التاريخ لحماس انها فضلت أن تكون فرعا للتنظيم الدولى للاخوان على حساب الدم الفلسطينى الذكى عندما استجابت لتوجيهات التنظيم الدولى برفض مبادرة السيسى فى محاولة خائبة وساذجة لاحراج مصر وكانت الضريبة التى دفعها اشقاؤنا فى غزة المغلوب على أمرهم أكثر من 500 شهيد والفى جريح منذ اعلان المبادرة وحتى الآن معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ فى حين يتحصن قادة وعناصر حماس وأسرهم وعائلاتهم فى تحصينات خرسانية سرية تحت الأرض لا تستطيع صواريخ الصهاينة ان تصل اليها. إن الزيارات المكوكية لجون كيرى وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة منذ انلاع العدوان الاسرائيلى على غزة يؤكد لحماس وقطر وتركيا وللعالم كله أن مصر هى مفتاح الاستقرار فى المنطقة وأن دورها السياسى والاقليمى والتاريخى والانسانى تجاه القضية الفلسطينية دور محورى لا يمكن تجاهله أو الاستغناء عنه وأن أى محاولة من الدول التى تسعى لدور بالمنطقة على حساب مصر بمثابة مراهقة سياسية لن تحقق أهدافها. ويبقى الحل الجذرى لمأساة أشقائنا فى غزة الذين يعيشون تحت "احتلال" عصابة حماس هو بسط نفوذ السلطة الفلسطينية الشرعية برئاسة ابو مازن نفوذها وسيادتها على الأرض على كامل التراب الفلسطينى فى غزة والضفة واعادة تنظيم الأجهزة الأمنية على أسس وطنية وليست فصائلية وإنهاء الانقسام الفلسطينى ثم البدء فى مفاوضات مع الجانب الصهيونى برعاية دولية للوصول لحل نهائى للقضية الفلسطينية.