سيختار الاشتراكيون في إسبانيا زعيما جديدا اليوم الأحد بينما يسعى الحزب المعارض الذي تضرر جراء صعود حركات يسارية جديدة تهدد فرصه في الانتخابات العامة المقبلة لتغيير شكله واستقطاب الناخبين مرة أخرى. وتراجع التأييد للقوتين السياسيتين المهيمنتين في إسبانيا بما في ذلك الحزب الشعبي الذي ينتمي لتيار يمين الوسط ويحكم البلاد حاليا بعد تباطؤ الاقتصاد على مدى ست سنوات وفضائح فساد. وتسببت الأحزاب الجديدة المعارضة لاجراءات التقشف مستغلة حالة الإحباط في تزايد حدة انقسام اليسار وقدم الاشتراكيون أسوأ عرض لهم على الإطلاق في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو الأمر الذي دفع زعيم الحزب الاشتراكي المخضرم الفريدو بيريث روبالكانا للاستقالة. وسيتعين على من يخلفه أن يعيد بناء الحزب قبل الانتخابات التي ستجرى العام المقبل ليمثل تحديا يعتد به للحزب الشعبي الذي هزم الاشتراكيين في 2011 وفاز بأغلبية ساحقة. وبعد خفض الإنفاق العام بشكل حاد عاقب الناخبون في مايو الحزب الشعبي الذي يتزعمه رئيس الوزراء ماريانو راخوي لكنه مع ذلك جاء في المركز الأول. ويكافح الاشتراكيون لتجاوز الانتقادات الموجهة لهم بشأن كيفية تعامل آخر حكومة شكلوها مع الاقتصاد عندما بدأت الأزمة. وتمثل المنافسة مع أحزاب يسارية أخرى مصدر إزعاج اضافيا. قال فيرناندو بايسبين وهو أستاذ في العلوم السياسية بجامعة مدريد المستقلة "يتعين عليهم (الاشتراكيين) أن يقرروا أين يريدون أن يضعوا أنفسهم على الخريطة السياسية." وأضاف أن الحزب على الأرجح خسر أصوات بعض الناخبين بلا رجعة لصالح الأحزاب اليسارية الجديدة وأن الخيار أمام الاشتراكيين هو محاولة اجتذاب المزيد من الأصوات المعتدلة من الحزب الشعبي. وقال " لايزالون متأخرين بفارق كبير... وسيكون عليهم أن يقوموا بحملة تطهير قبل أن يعودوا لسابق عهدهم."