"جبهة النصرة".. كان أبرز فصيل إسلامي معارض ينتشر على مساحة سوريا وفرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام.. وبعد سيطرة مقاتلي تنظيم "داعش" الأربعاء الماضى على معقلها في الشحيل بدير الزور ومبايعة مقاتلين من النصرة وداعش لزعيمها أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على "دولة الخلافة الاسلامية" كما أسموها تتجه أنظار العالم لبوتقة الإرهاب هناك ، الذى من الممكن ان يشهد دوبان لجبهة النصرة فى بحر داعش الإرهابى. سيطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على أكثر من ربع مساحة الأراضي السورية واتجه مقاتلين كثر من النصرة إلى مبايعة البغدادي والانضمام للقتال إلى صفوفها وتجدد الاشتباكات في ريف أدلب شمال سوريا قرب مدينة جسر الشغور منذ يومين علما بأن مقاتلي داعش كانوا انسحبوا منها في شهر مارس الماضي على ضوء اشتباكات مع الجيش السوري الحر ومجموعات إسلامية معارضة. أن توسع تنظيم داعش في سوريا بلا شك سيبتلع جبهة النصرة نظرا لإمكاناته المالية وتجهيزاته واعتدته العسكرية مما سيدفع مناصري النصرة إلى مبايعة الدولة..والتطور العراقي وحده يمكنه أن يحد من توسع "الدولة" - أى داعش - إذا انشغل مقاتلو الدولة في العراق بحرب واسعة فإن ذلك سيعيق تقدمهم إلى سوريا ويحمي النصرة من الذوبان في صفوف الدولة. الواقع أن نفوذ النصرة بدأ ينحسر في الميدان السوري نتيجة تقدم النظام والمبايعات ، حيث قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن نفوذ جبهة النصرة بدأ يتراجع في شرق وشمال سوريا لينحصر في أرياف حلب وإدلب وحماة ، موضحا أن تنظيم داعش بات عمليا أقوى تنظيم مسلح متماسك في سوريا وأنه عقب سقوط دير الزور بيد مقاتلي الدولة بدأ انحسار وجود جبهة النصرة ، وقال: "هذا الأمر لم يكن مستغربا بالنسبة لنا لأن معقل جبهة النصرة ومقر قائدها في الشحيل بدير الزور انتهى بسيطرة داعش عليه". وتعد المبايعة التي قدمها مقاتلون متشددون لزعيم الدولة أبو بكر البغدادي آخر التطورات على صعيد ابتلاع التنظيم للمقاتلين المتشددين الأجانب والمهاجرين الذين وصلوا إلى سوريا. وبدأ القتال الداخلي بين المقاتلين المعتدلين والإسلاميين والفصائل المتشددة من جهة ومقاتلي تنظيم داعش من جهة أخرى مطلع العام الحالي في دير الزور وريف حلب وأدلب والساحل السوري وتصاعدت مختلف تلك المناطق منذ شهر يناير الماضي على الرغم من سيطرة داعش على الرقة واتخاذها معقلا له في سبتمبر.