قال وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجيل إن واشنطن لا تتهم إسرائيل بممارسة أنشطة تجسس ضارة ضدها على النحو الذى صورته مصادر إعلامية وإخبارية متعددة، مشيرا فى ذلك إلى تقارير اخبارية كانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية واسعة الانتشار نشرتها على مدار الأسابيع الماضية اتهمت فيها المخابرات الإسرائيلية بتجاوز الخطوط الحمراء تجاه الحليف الأمريكي. وجاءت تصريحات هاجيل - وهو سيناتور جمهورى سابق تولى حقيبة الدفاع الأمريكية فى 2013 - فى ختام زيارة رسمية قام بها هذا الأسبوع لإسرائيل التقى خلالها بمسئولين أمنيين وعسكريين إسرائيليين، وقال هاجيل إنه سمع عن تلك التقارير الصحفية لكنه لا علم له رسميا بوجود أنشطة تجسس إسرائيلية ضارة داخل الولاياتالمتحدة، وكان من بين من التقاهم وزير الدفاع الأمريكى نظيره الإسرائيلى موشيه يعلون الذى قال – خلال مؤتمر صحفى برفقة هاجيل – إنه كان يشغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" خلال التسعينيات ولم يكن مسموحا لعملائه بممارسة التجسس ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تعد حليفا دائما لإسرائيل. وفى واشنطن، أصدرت السفارة الإسرائيلية لدى الولاياتالمتحدة بيانا استنكرت فيه التقارير الصحفية الأمريكية بشأن تجسس إسرائيل على المصالح الأمريكية، لكن المجلة الأمريكية دافعت عن مصداقيتها بالتأكيد على أن ما نشرته كان نقلا عن سيناتور أمريكى بارز فى لجنة الأمن القومى كان مشاركا فى جلسات استماع سرية لمديرى أجهزة الاستخبارات الوطنية ومكتب التحقيقات الفيدرالى حول تجاوزات إسرائيل التجسسية ضد الأهداف والمصالح الحيوية الأمريكية "لجميع الخطوط الحمراء". وكان من بين التقارير الإخبارية ل"نيوزويك" ما ذكره عميل استخبارات أمريكى سابق من أن الموساد حاولت التجسس على الغرفة التى كان يقيم فيها نائب الرئيس الأمريكى البيرت جور فى أحد فنادق إسرائيل خلال زيارة رسمية كان جور يقوم بها لتل أبيب قبل 16 عاما وهى الفضيحة التى تم إسدال الستار عليها فى حينه، كما ذكرت التقارير الصحفية الأمريكية أن متابعة أبحاث التطوير التكنولوجى الجارية فى الولاياتالمتحدة، خاصة فى مجالات التسلح والصناعات المغذية لإنتاج السلاح، هى أهم أوجه الاستهداف للنشاط المخابراتى الإسرائيلى داخل الأراضى الأمريكية. وبرغم نفى الطرفين الأمريكى والإسرائيلى لصحة تلك التقارير الصحفية، فإن الخبراء يقولون إن أزمة ما فى العلاقات الأمنية بين واشنطن وتل أبيب باتت واضحة منذ مطلع العام الجارى، ففى مارس الماضى اتهمت تقارير لوسائل الإعلام الإسرائيلية الولاياتالمتحدة بأنها تقوم - بهدوء - بإرساء سياسة تقضى برفض منح تأشيرات دخول لأعضاء وكالات الأمن والمخابرات الإسرائيلية إلى الأراضى الأمريكية، ونشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بتاريخ الثلاثاء 4 مارس الجارى مقالا فى هذا الصدد يستند إلى أقوال "مسئولين أمنيين كبار" تم منعهم من دخول الولاياتالمتحدة. وقالت صحيفة "معاريف" اليومية الناطقة بالعبرية، إن الأشهر الاثنى عشر الماضية شهدت "مئات الحالات" من العاملين فى أجهزة المخابرات الإسرائيلية تم إبلاغهم عن طريق مسئولى القنصلية الأمريكية برفض منحهم تأشيرة دخول إلى الأراضى الأمريكية. وأضافت "معاريف" أن الرفض يتعلق بطلبات استخراج التأشيرة المقدمة فى معظم الأحيان من جانب أعضاء فى جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى "شين بيت" والمخابرات الإسرائيلية الموساد التى تنفذ عمليات سرية خارج إسرائيل، كما أن رفض منح تأشيرة دخول إلى الأراضى الأمريكية شمل عاملين فى صناعات الدفاع الإسرائيلية، حسبما جاء فى تقرير "معاريف". واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن رفض منح تأشيرة دخول إلى الأراضى الأمريكية كان عمديا على ما يبدو، حيث يستهدف الإسرائيليين العاملين فى مجال الأمن والمخابرات بإسرائيل، بل إن الرفض يشمل ضباط الأمن والمخابرات الإسرائيليين المتمركزين بالفعل على الأراضى الأمريكية. وفى منتصف مايو الماضى، أوفدت إسرائيل مسئولا رفيعا من الموساد إلى واشنطن لمقابلة أعضاء فى لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى بشأن مزاعم الصحافة الأمريكية بوجود أنشطة استخبارية لها داخل الأراضى الأمريكية والمصالح الأمريكية.