قالت الشرطة العراقية اليوم الثلاثاء إن متشددين مسلمين سنة هاجموا قرية بشمال العراق يقطنها سكان من التركمان الشيعة ولكن تم صدهم مما يسلط الضوء على تصاعد العنف الطائفي بعد التقدم المفاجيء لمقاتلين متشددين. وتم صد المتشددين عن قرية بشير الواقعة على بعد 15 كيلومترا جنوبي مدينة كركوك بعد ساعة من الاشتباكات مع ميليشيات محلية وقوات الشرطة المدعومة من قوات من اقليم كردستان العراق القريب الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي. وتوجهت الشرطة وقوات كردية إلى بشير من كركوك للمساعدة في قتال عدوهم المشترك وهم متشددون سنة يستخدمون قذائف المورتر والبنادق الآلية لضرب القرية. وقالت الشرطة إن عميد شرطة كرديا كبيرا أصيب وقتل ستة من حراسه في اشتباكات في بشير. وتسعى حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي لصد المتشددين السنة الذين استولوا على عدة مدن خلال الأسبوع الأخير. وطلب المالكي من قوات البشمركة الكردية دعم حملته لصد المتشددين السنة لكن الأكراد الذين تساورهم الشكوك من بغداد سيطروا كذلك على بلدات بعد انسحاب قوات الجيش العراقي من الشمال والغرب. واتهم مسؤولون عراقيون مقربون من المالكي في بغداد الأكراد باستغلال الصراع لتحقيق مكاسب لاقليمهم. واجتاح مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وغيرهم من المتشددين السنة مدنا في وادي نهر دجلة شمالي بغداد في الأيام الأخيرة ولكن يبدو أنهم أوقفوا تقدمهم على بعد نحو ساعة بالسيارة من العاصمة يوم الاحد مع تشديد قبضتهم على الشمال. وربما يشكل هجوم التنظيم أكبر أزمة أمنية للعراق منذ اندلاع أسوأ أعمال عنف طائفية في اعقاب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للاطاحة بصدام حسين عام 2003.