تعد جزر الماليدف وجهة سياحية شعبية، لكنها الآن أصبحت مصدرا لتصدير التطرف والإرهاب؛ بعدما قررت الرحيل عن الكومنولث البريطاني، وفقا لتحليل الخبراء الإقليميين. تتكون المالديف من ألف و192 جزيرة في المحيط الهندي، وتشتهر بالطقس الاستوائي والمنتجعات البحرية، لكن المالديف أرسلت الإرهابيين أكثر من أي بلد آخر في العالم ليقاتلوا بجانب الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق. يخشى الخبراء والمحللون من التهديد الإرهابي الأكبر الذي يعد نتيجة لانسحاب الدولة من الكومنولث في 13 أكتوبر الماضي، والرابطة هي مجموعة تطوعية مكونة من 52 دولة ذات سيادة، معظمها كانت يوما ما مستعمرات بريطانية أو حيازات سابقة من المستعمرات، في حين أن دول الكومنولث المستقلة سياسيا تتعاون في إطار المنصوص عليه، الأمر الذي يضع التركيز على قيم مثل الحريات الفردية وحرية التجارة والسلام في العالم. وكانت المالديف عضوا في الكومنولث منذ عام 1982، لكن الرئيس عبد الله يمين، واصل استهداف المعارضة في بلاده منذ عام 2013، واعتقل قادتهم، وأعلن عن خطط لإنهاء الحظر على عقوبة الإعلام، وإغلاق وسائل الإعلام، حتى أصدرت اجتماع الكومنولث في 23 سبتمبر، بيانا تحذيريا لجزر المالديف، بأنها قد يتم تعليق عضويتها إذا لم تتحسن في مجال حقوق الإنسان، وبدلا من الرد على هذه المخاوف، انسحبت من المنظمة. ناصر بعض المواطنين هذه الخطوة، على اعتبار أنها مماثلة لما قامت به بريطانيا وخروجها من الاتحاد الأوروبي، ووصفوه بالانتصار غير المتوقع، لكن لم يتفائل المراقبون الدوليون؛ فقال انيميش رول، المدير التنفيذي للأبحاث في جمعية الصراع والسلام بنيودلهي: "الخروج من الكومنولث سيفصل جزر المالديف عن المراقبة المستمرة والتدقيق، ونتيجة لذلك، سينتشر الإسلام المتطرف والإرهاب، وسيشهد تصاعدا دون عوائق". وقال ديفيد وايت، رئيس مبادرة الكومنولث لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية: "هذا يعني للأسف، أن حكومة المالديف تمشي بعيدا عن الكومنولث، المنظمة الملتزمة بحقوق الإنسان والديمقراطية"، ويضيف: "المؤسسات الديمقراطية بصورة ممنهجة تتيح مساحة للمعارضة، والنقاش السياسي، لكن ما حدث سيشل الهيئات المستقلة في البلاد". وعلى الجانب الآخر، قال تيموثي فيليبس، ضابط بجنوب شرق آسيا في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، وزميل مجلس العلاقات الخارجية: "لا اعتقد أن خروج المالديف سوف يقوي فرص زيادة الإرهاب، ولكن الدافع الأساسي للتطرف هو عدم وجود الفرص الاقتصادية". ناشونال انترست