45 عامًا على حريق الأوبرا الخديوية

مر 45 عاما على حادث حريق الأوبرا الخديوية المشئوم؛ ففي صبيحة يوم 28 أكتوبر 1971، استيقظت القاهرة على فاجعة حريق الأوبرا، التي التهمتها النيران عن بكرة أبيها؛ حيث ظلت النيران مشتعلة 6 ساعات متواصلة، وكما معتاد، الماس الكهربائي دائمًا المتهم الذي تتوارى خلفه العديد من الجرائم وينقذ مرتكبوها من العقاب.
التهمت النيران مورثات نادرة، منها لوحات كبار المصورين التى كانت معلقة على جدار الأوبرا ونوتات مئات الأوبرات والسيمفونيات ومشاهد لبعض الأوبرات التي تركتها فرق أجنبية، ولم يتبقى من أثارها سوى تمثالي "الرخا" و"نهضة الفنون" للفنان محمد حسن.
شهادات الشهود أظهرت بعض التفاصيل الخفية في القضية التي أوعزت للجميع أن الحريق تم بفعل فاعل، حيث قال الدكتور جابر البلتاجى، نائب مدير دار الأوبرا المصرية الأسبق، إن شبكة كهرباء الأوبرا جددت بالكامل قبل الحريق بشهرين، وهذا بدوره يمحي سبب الماس الكهربائي، فضلًا عن اختفاء نوتة أوبرا عايدة الأصلية التي كتبها المؤلف الإيطالى فيردى بخط يده، إضافة إلى سرقة ملابس العروض المسرحية التي لا تقدر بثمن.
أما الدكتور طه ناجي، قائد الأوركسترا، قال في شهادته إن نجفة كبيرة كانت موجودة في وسط دار الأوبرا اختفت وأبلغ بسرقتها، موضحًا صعوبة خروجها من المبنى دون تفكيكها إلى أجزاء، متهمًا إدارة المطافي التي كانت قريبة من الموقع بالتخاذل في إطفاء النيران المشتعلة.
أما صالح عبدون، آخر مدير للأوبرا، قالها صريحة، إن الأوبرا احترقت بفعل فاعل متهما بعض الحركات السياسية التي كانت تهدف إلى إحراج الرئيس الراحل أنور السادات، مشبهًا ما حدث بحريق القاهرة، لكن على شكل مصغر.
ورغم شهادات الشهود السابقة، إلا أن التحقيقات انتهت إلى حدوث ماس كهربائي تسبب في تدمير الأوبرا التي لا يزال موقعها موجود حتى يومنا هذا، لكنه استبدل بجراج متعدد الطوابق، ليبقى السؤال الذي لا إجابة له حتى اليوم، من حرق الأوبرا الخديوية؟
ويعود تاريخ بناء الأوبرا إلى الخديو إسماعيل الذي أمر بإنشائها احتفالا بافتتاح قناة السويس، حيث صمم المبنى ونفذه المعماريان الإيطاليان بيترو أفوسكانى وليفورنو روتسى، وصممت من الطراز الخشبي، وضمت بداخلها 520 مقعدًا.
وبدأ البناء فيها 1 نوفمبر 1869، وانتهت العملية خلال ستة أشهر فقط، وتمنى الخديدو إسماعيل أن يتم تأليف أوبرا مصرية مخصوصة لحفل الافتتاح أطلق عليها اسم "أوبرا عايده" وضعها الموسيقار الإيطالي فيردي، لكنه لم يستطع الانتهاء من تأليفها، حيث عزفت في حفل الافتتاح أوبرا ريجوليتو.
https://www.youtube.com/watch?v=ixx7Nlu9tW0