تتعرض صناعة الكتان بمحافظة الغربية لخسائر فادحة بعد تخلي الحكومة عن المزارعين وأصحاب المصانع وتجاهل مشاكلهم ومطالبهم المشروعة، والتى يطالبون بها منذ أعوام دون جدوى، حيث تعاني قرى مركز زفتى من أخطار تهدد تلك الصناعة بالتوقف والانهيار وتشريد آلاف العمال، خاصة بعد تعرض العديد من المزروعات بقرى شبرا ملس، وشرشابة، للتلف للنقص الحاد في الأسمدة والمبيدات اللازمة لمحصول الكتان، فضلا عن معاناة المزارعين من الغرامات الموقعة عليهم من قبل إدارة الأمن الصناعي والأجهزة المحلية. محمد سعيد عبد الله، صاحب مصنع كتان، قال ل"البديل": هناك العديد من المشاكل التي تواجه تلك الصناعة تبدأ بارتفاع سعر إيجار الأراضي المخصصة لزراعة الكتان، مشيرا إلى أن سعر إيجار الأرض ارتفع بصورة جنونية من 1500 جنيه إلى 7 آلاف جنيه، الأمر الذي دفعنا لتقليل المساحات المزروعة من الكتان نظرا لعدم تناسب الإيجار مع سعر بيع الإنتاج، بالإضافة إلى صعوبة تسويق الكتان وتحصيل الأموال من المصدرين بعد أن رفعت الحكومة يديها، مطالبا بتوفير الأسمدة والكيماويات والتقاوي المناسبة وتخفيف الضرائب على التعطين والتصنيع. وقال حسين زكي قطب، مزارع: "صناعة الكتان باتت تحمِّل مزارعيها تكاليف باهظة دون أي دعم من الدولة، بل على العكس نطارد من أكثر من جهة وندفع ضرائب وتراخيص للأجهزة المحلية باستمرار، فزراعة نبتة الكتان وصناعتها تمر بمراحل كثيره ومتعددة، الأمر الذي يوفر لعدد كبير من الأيدي العاملة مصدر رزق مستمر". وأضاف: "الدولة لا تعرف عن صناعة الكتان شيئا، فنحن نوفر لأكثر من 40 ألف عامل فرصة عمل على مدى شهور الزراعة والتصنيع حتى مرحلة التصدير، فأقل مصنع هنا يعمل به 700 عامل من أبناء القرية والقرى المجاورة ومن المراكز الأخرى، ورغم ذلك لا نجد أي اهتمام لمشاكلنا. المزارعون يستهلون موسم زراعة الكتان منتصف شهر أكتوبر ويستمرون حتى أبريل الذي يعد موسم الجمع، والخطر الحقيقي الذي يهدد المحصول هو ارتفاع إيجار الأراضي الزراعية بعد أن وصل إيجار الفدان الواحد إلى 7 آلاف جنيه في موسم الشتاء تزيد في موسم الصيف". وطالب المهندس عصام الرفاعي، بشركة طنطا للكتان والزيوت، الحكومة بوضع خطة قومية للنهوض بمثل هذه الصناعة الهامة والتوسع في زراعة هذا المحصول الشتوي المهم، ووضع وتنفيذ قانون العمالة اليومية بالأراضي الزراعية، خاصة أن عمال الكتان غير مؤمَّن عليهم، مع توفير المبيدات والأسمدة في أوقات زراعة المحصول، وتجميع منتجي الكتان ومزارعيه في اتحاد عام يهتم بمشاكل الصناعة، ورفع الغرامات الموقعة من الأمن الصناعي بمجالس المدن عن مصانع الكتان. من جانبه، أكد المهندس سعيد إسماعيل، مدير عام الإرشاد الزراعي بالغربية، أن محصول الكتان محصول شتوي تتم زراعته من بداية شهر أكتوبر إلى النصف الأول من شهر نوفمبر، لافتا إلى أن صناعة الكتان بمحافظة الغربية تعرضت في السنوات الأخيرة للعديد من المشكلات التي أدت إلى تقليص النشاط فيها وبالتالي تعطل الاستثمارات الضخمة المستخدمة فيها، وأهم هذه المشكلات وضع العراقيل أمام أصحاب المصانع من قبل الأجهزة التنفيذية والمحليات مما أسفر عن تحجيم الإنتاج في المصانع الكبيرة وأثر في سياسة تسويق المحصول سلبا.