قال موقع ملاوي نياسا تايمز إن جويس باندا، رئيسة ملاوي السابقة التي ابتعدت تمامًا عن الأضواء منذ خسرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2014، أعلنت أنها سوف تكشف قريبًا عن برنامجها التحضيري للانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2019 . وقالت باندا: على الرغم من أني لا أستطيع أن أحدد التوقيت المناسب، ولكن بالتأكيد سوف أنافس بقوة على الرئاسة، وسوف أفوز. وتابع الموقع أن باندا خسرت الانتخابات عام 2014 والتي فاز بها بيتر موثاريكا، ولم يكن الفارق ضئيلًا بينهما، بل جاءت باندا في المركز الثالث بعد زعيم حزب المؤتمر عازر شاكويرا . وكانت تلك الصدمة التي تلقتها باندا دفعتها لمغادرة البلاد والهرب من المحاكمة التي كانت تنتظرها؛ لتورطها في قضايا فساد مالي. وأضاف الموقع: منذ خسارة باندا وهروبها ويعاني حزب الشعب الذي كانت تمثله من انشقاقات واسعة الأطراف، وكذلك القتال من أجل المناصب، خاصة منذ فرضت باندا على نفسها منفى اختياريًّا في جنوب إفريقيا، ولكن منذ تصريحاتها الأخيرة بالعودة تولد لدى حزب الشعب فرصة العودة للسلطة من جديد. والجدير بالذكر أن مالاوي دولة حبيسة، لا تطل على أي بحر أو نهر وفقيرة في مواردها، والتي تغيرت ظروفها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بحلول ربيع 2012، وذلك بعد إعلان إذاعتها خبر وفاة رئيسها موثاريكا بعد إصابته بأزمة قلبية, وتولي جويس باندا نائبته زمام الأمور التي سرعان ما أكدت التزامها بدستور البلاد، ودعت شعبها إلي التوحد والصبر علي البلاء، وبذلك أصبحت أول امرأة ترأس مالاوي حتى موعد انتخابات 2014 التي أطاحت بها. بدأت باندا حياتها العملية بمشروع لصناعة الملابس، وما لبثت أن شكلت الرابطة الوطنية لسيدات الأعمال, وهي منظمة تقدم الدعم للمشروعات الصغيرة. ثم أنشأت مؤسسة جويس باندا لتقديم خدمات متكاملة في مجال التعليم والغذاء ودعم الأيتام والأطفال والمرأة وتحقيق التنمية الاقتصادية لأكثر من250 ألف شخص. تفانيها في العمل الوطني والدفاع عن حقوق الفقراء زاد من شعبيتها، ولاسيما بين النساء, مما شجعها علي خوض الانتخابات الديمقراطية الثانية عن دائرة زومبا, وسرعان ما تسلمت حقيبة وزارة الخدمات والمجتمع، ثم عينت وزيرة للخارجية، وكان هذا الاختيار اختبارًا شديدًا عليها, حيث تعرضت لانتقادات المعارضة, حول: كيف تتولى سكرتيرة سابقة مهام الدبلوماسية, لما لهذه الوزارة من أهمية في جذب المساعدات الخارجية التي تعتمد عليها البلاد، إلا أن باندا برهنت عبر أول قراراتها عن بعد نظرها، بعد أن قادت بلادها إلى قطع العلاقات مع تايوان؛ لمغازلة بكين, فانهالت المعونات الاقتصادية عليها من الصين؛ مما ساعدها علي دعم البنية التحتية للبلاد، وإقامة العديد من المشروعات التنموية. النجاح في هذا القرار دفع الرئيس موثاريكا لاختيارها نائبة له عند ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية 2009، وبعد نجاحهما سرعان ما بدأت الخلافات بينهما بعد اعتراض باندا على سياسة الرئيس الفاسدة في إدارة البلاد اقتصاديًّا, وعلمها بأنه يعد شقيقه بيتر وزير الخارجية ليصبح خليفته, فما كان منه إلا أن عزلها من عضوية الحزب الديمقراطي التقدمي، وأقالها من منصب نائب الرئيس، ولم تستجب باندا للقرار، وأنصفتها المحكمة العليا التي رفضت إصدار قانون بعزلها من منصبها, فانتقلت إلي مقاعد المعارضة مدافعة عن الحقوق والحريات.