تجاوز عدد الصوماليين الذين يعانون من قلة الطعام 5 ملايين مواطن، وهناك 4 من أصل كل 10 أشخاص لا يجدون الطعام. قال موقع أوول أفريكا، إن قلة الأمطار هي السبب الأساسي في نقص الغذاء في الفترة الأخيرة، وإن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر واعتلال الصحة والموت، وأضاف أن المتضررين والمحتاجين للغذاء زاد منذ فبراير بشكل كبير، مما يضع العالم في مأزق ويوضح أن كل المجهودات تجاه الصومال لا تتعدى الكلام وعقد المؤتمرات. مجاعة الصومال جاءت نتيجة عوامل عدة، تداخل فيها المناخي والسياسي والاجتماعي، كما تكالبت على هذا البلد العربي الإفريقي المشكلات ليتحول إلى مرتع للبؤس والفقر وغياب الأمن والحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من 20 عاما. ويعد الجفاف وخطر الفيضانات وقلة الأمطار من أكثر الأسباب المسببة للمجاعة في الصومال، كما أن ظهور حركة الشباب في الصومال كان له الأثر البالغ في زيادة الأمر سوءا حيث تمنع تلك الحركة الإرهابية منظمات الإغاثة من التوجه إلى المدن التي تتعرض للجفاف، وتطلب أن تقوم هي بتوزيع هذه المساعدات. كما بدأت الحركة، المتهمة من قبل جهات دولية بالمساهمة في المجاعة، في إعادة ما يربو على 12 ألف أسرة إلى مناطقهم التي فروا منها بسبب انتشار المجاعة. وقال الموقع إن الوضع ينذر بالقلق الشديد بعد أن تحولت حركة الشباب أيضا إلى مهاجمة الاتحاد الإفريقي، الذي من المفترض أنه يقدم الإغاثات والمساعدات للأراضي المنكوبة. وفي الوقت الذي يعلن المجتمع الدولي سعيه للقضاء على المجاعة في الصومال، تخطط الحكومة الكينية لإغلاق حدودها معها بحلول نوفمبر القادم، وتبرر كينيا موقفها بأنها أصبحت موطنا لأكثر من 300 ألف لاجئ معظمهم من الصوماليين، مما عرض كينيا لهجمات حركة الشباب التي تدمر في أراضيها. تنفق الولاياتالمتحدة بسخاء على الحروب والتدمير وإشعال الفتن بحجة الدفاع عن المصالح، فقد أنفقت أمريكا ما يزيد على ترليون دولار في حربيها العدوانيتين على العراق وأفغانستان، هذا فضلا عن ميزانيتها العسكرية السنوية الضخمة التي تزيد على نصف ترليون دولار. هذا السخاء في الإنفاق يتوقلص عند الإنفاق على مساعدة المحتاجين ومواجهة الكوارث، وكانت مساعدة الولاياتالمتحدة لمتضرري المجاعة في الصومال تعبيرا عن بخل شديد لا يناسب أكبر دولة في العالم بالمقاييس الاقتصادية والسياسية. الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لا يفعل أكثر من الكلام دون وعود محددة، وكثيرا ما عبر عن أمله في رد فع دولي تجاه المجاعة التي تتسع في القرن الإفريقي، وسار وزير خارجيته على نفس منواله عندما طالب باستنفار عالمي ضد المجاعة في القرن الإفريقي، مشددا على أن الجفاف في هذه المنطقة يهدد أكثر من 11 مليون شخص. الجدير بالذكر أن موقف الأممالمتحدة لم يتعد الإعلان عن أن هناك أكثر من 300 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من 50 ألف يعانون من سوء التغذية الشديد، ووجهت نداء للحصول على تمويل إضافي لدعم الصوماليين الذين يعانون من سوء التغذية ويتعرضون لخطر الموت ما لم يحصلوا على التغذية العلاجية، وكان أكثر من 260 ألف شخص قد لقوا حتفهم أثناء المجاعة في الصومال عام 2011.