أيام قليلة وتنطلق الدراسة في 3600 مدرسة بمحافظة البحيرة مع بداية عام دراسي جديد، ورغم الإعلان عن انتهاء كافة الاستعدادات لاستقبال الطلاب وانتهاء 80% من أعمال الصيانة، فإن الواقع يؤكد أن عشرات المدارس في مختلف مدن المحافظة ما زالت تغرق في مياه الصرف الصحي، وتحاصرها أكوام القمامة، وسط تبادل الاتهامات بين مسؤولي التربيه والتعليم والإدارة المحلية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام الأولى من العام الدراسي حالة ارتباك، خاصة في المدارس التي لم تستكمل أعمال الصيانة بها، أو التي قررت هيئة الأبنية التعليمية بالبحيرة بدء أعمال الصيانة بها مع بداية العام وبشكل مفاجئ، مما أثار غضب مسؤولي مديرية التربية والتعليم، وهذا ما حدث في مدرسة أحمد عرابي الابتدائية بدمنهور، والتي قررت هيئة الأبنية التعليمية البدء في صيانتها في شهر سبتمبر الجاري، ولا يعرف حتى الآن مصير تلاميذ المدرسة وإلى أي مكان سوف يتم نقلهم، وفى مركز المحمودية غرقت مدرسة الشيخ علي في مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة. يقول محمد شرف الدين، تاجر من أبناء مدينة المحمودية، إن المدرسة تغرق طول العام الماضي في مياه الصرف، ودورات المياه لا تعمل، وقدم أولياء الأمور عشرات الشكاوى إلى الإدارة التعليمية التي قالت إنها ستجري الصيانة اللازمة لشبكة الصرف الصحي بالمدرسة خلال إجازة الصيف، وقد انتهت الإجازة ولم يتم شيء، وسيعود الطلاب إلى المدرسة في وضع أسوأ من العام الماضي، مضيفًا أن ذلك الوضع يسبب أمراضًا خطيرة للتلاميذ والمعلمين أيضًا، حيث لا يجدون مكانًا آدميًّا لقضاء حوائجهم، وبعض التلاميذ يضطرون إلى قضاء حاجتهم في فناء المدرسة. وفى مركز أبو المطامير حاصرت أكوام القمامة معظم المدارس، وتحولت أسوارها إلى مقالب عمومية للقمامة، كما يؤكد محمد حفرش، موظف بشركة الكهرباء. وأضاف حفرش أن مسؤولي الوحدة المحلية يتسببون في تعرض التلاميذ لمخاطر صحية؛ بسبب تقاعسهم عن نقل كميات القمامة التي تحاصر المدارس، مضيفًا أن قلة عدد عمال النظافه وغياب الإمكانيات أسباب رئيسية في انتشار القمامة في شوارع أبو المطامير. وفي مركز الدلنجات قال خالد سعد، مُحامٍ، إن معظم مدارس الدلنجات أصبحت مصدرًا للتلوث، بعد أن حاصرتها أكوام القمامة، وسط تجاهل مسؤولى الوحدة المحلية وصمت الإدارة التعليمية، مشيرًا إلى أن أسوار المدارس امتلأت بشعارات تحث على النظافة في الوقت الذي تحولت فيه تلك الأسوار إلى مقالب للقمامة، تتجمع عليها الحشرات والزواحف، بما يهدد حياة التلاميذ. وأضاف سعد أن المفارقة تكمن في عدم وجود هذا المشهد حول المدارس الخاصة، وكأن مسؤولي الوحدة المحلية لا يعنيهم أبناء الفلاحين والبسطاء، ويهتمون فقط بصحة تلاميذ المدارس الخاصة؛ حرصًا على إرضاء أصحابها. من جانبه قال المهندس محمود أبو الغيط، وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة، إنه تم تشكيل لجنة فنية على أعلى مستوى وبها عناصر من المديرية والإدارات التعليمية؛ للمرور على المدارس وتفقد أحوالها واستعداداتها، وسوف تتخذ إجراءات فورية لحل المشكلات واستكمال أعمال الصيانة، مشيرًا إلى أنه جارٍ التنسيق مع الوحدات المحلية لإزالة أية أكوام للقمامة في محيط المدارس. وقال مجدي كشك، مساعد رئيس مدينة أبو المطامير، إنه سيتم تفعيل دور إدارة البيئة بتحرير محاضر للمخالفين طبقًا للقانون؛ حتى لا يقوم المواطنون بإلقاء القمامة في الطرقات العامة، مؤكدًا أن العمال يقومون بواجبهم رغم قلة أعدادهم التي طالب بضرورة زيادتها للتغلب على المشكلة.