شهد فرع النيل بمركز بسيون مساء أمس الجمعة نفوق أعداد هائلة منالأسماك التي طفت على سطح المياه؛ مما هدد بانتشار كارثة وانتشار الرائحة الكريهة في النيل، واشتكي الصيادون من عدم استجابة المسؤولين وتعاملهم مع تلك الكارثة التي تتكرر سنويًّا، وأعربوا عن غضبهم من تجاهل المسؤولين لقيام القرى والمصانع بصرف الكيماويات في النيل دون رادع. حيث تم الإبلاغ مساء أمس عن وجود أسماك نافقة بنهر النيل بمنطقة القضابة بمركز بسيون، وتبين عند المعاينة نفوق أسماك 4 أقفاص، وقام أصحابها بفتح الغزل (الشبك) لخروج الأسماك النافقة من الأقفاص، وتم تحديد أصحاب تلك الأقفاص، وهناك تكليفات بأخذ عينات من المياه وتحليلها ومعرفة مدى تأثيرها على نفوق تلك الأسماك. وأكد إمام جابر، صياد، أن الثروة السمكية بالغربية مهددة بالضياع، وأنه شاهد أمس نفوق أسماك السيلفر التي تربى في الأقفاص السمكية بنهر النيل؛ بسبب نقص الأكسجين في الماء وارتفاع نسبة الأمونيا، مرجعًا السبب لإلقاء مخلفات مصانع كفر الزيات ومصرف الرهاوي في مياه النيل. وأضاف الصيادان إبراهيم حسين ورزق بيومي أن التلوث أنهى كل مظاهر الحياة في مياه النيل، وأن الصيادين اشتكوا، وتوسلوا للجميع أن مصادر رزقهم قطعت، ولا مجيب، وكأن النهر في وطن آخر غير مصر، وأكدا أن "النيل الآن، ومن خلال هذا المصرف أصبح مصبًّا للمياه الملوثة والصرف الصحى. ورغم هذا لم يحرك المسؤولين ساكنًا، ونستغيث بالرئيس السيسى لمواجهة تلوث نهر النيل بالغربية وتخليصه من مخلفات الصرف الصناعي والصحي ونفايات المصانع والكيماويات وإنقاذ الصيادين من الخراب الذي لحق بهم وبأسرهم، وصرف تعويضات مناسبة للصيادين الذين لا يملكون قوت يومهم". وقال الصيادان عادل مكي وكريم غانم إن تلوث نهر النيل لا يؤثر فقط على الأسماك، ولكنه يمتد للمواطنين الذين يضطرون لشراء الأسماك من الأسواق، والتي تسرب لها التلوث من مخلفات الصرف الصناعي والأمونيا القاتلة، مؤكدين أن الصيادون بالغربية محرومون من كل أشكال الدعم، ولا يطبق عليهم التأمين الصحي، ولا يعملون في غير مهنة الصيد التي أصبحت في ذمة الله. من جانبه أكد المهندس أشرف أحمد فرج الله، رئيس مركز ومدينة بسيون، أن السبب في تلك الكارثة فتح مصرف الرهاوي، والذي يوجد به جميع المخلفات من مصانع الكيماويات بكفر الزيات؛ ما أدى لموت السمك بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى أن أصحاب المزارع السمكية يقومون بتغطيس الأقفاص السمكية في قاع المياه؛ حتى لا يتم رؤيتها وإزالتها.