منذ بدء انعقاد البرلمان المصري مطلع العام الجاري, لم يخلو من الطرائف والعجائب من أناس تم انتخابهم ليشرعوا القوانين للمواطنين, لا لهم كما يحدث, الغريب في الأمر أن صاحب أكثر المواقف الطريفة هو الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، أحد تلامذة الدكتور أحمد فتحي سرور. الدكتور علي عبد العال ابن جنوب مصر, خريج كلية الحقوق الذي يعمل فيها بوظيفة أستاذ متفرغ, لا يمر يوم إلا وهو خارج عن المألوف، سواء باقتراحات لا علاقة للواقع بها، أو مواقف لا يسيطر فيها على ثباته الانفعالي للحد من غضب النواب تجاه ممارسات السلطة التنفيذية. اتهامات عديدة وجهت لرئيس المجلس مفادها أن دوره داخل المجلس تحجيم أي صوت يطالب بحقوق المواطنين, والحقيقة التي تقال هنا إن كل ما يفعله «عبد العال», حتى دفاعه المستميت عن السلطة التنفيذية خرج من نطاق المجلس بتهديده للنواب إن تحدث أحدهم عن السياسية النقدية للبلاد خارج إطار البرلمان سيتم تحويله للجنة القيم. المدهش في الأمر، أن رئيس البرلمان يتحدث كثيراً عن حرية الرأي والتعبير وعن دراسته لها أكثر من أربعين عاماً، إلا إنه في أقرب خلاف للرأي يقع بينه وبين النواب المتحدثين يكون أول ما يفعله هو الطرد من الجلسة، مثلما حدث مع النواب «أحمد الشرقاوي, أحمد الطنطاوي, سعيد حنفي, محمد عمارة,وسمير غطاس». وكثيراً ما يعتقد «عبد العال» إنه أكثر وطنية من غيره؛ فيدافع بطريقة لا تناسب الموضوع المطروح, وظهر هذا جلياً في واقعة النائب محمد أنور السادات عندما حاول الاستفسار عن وضع العسكريين الذين يتقاضون معاشاً عسكرياً, ثم يشغلون مناصب في الدولة يتقاضون عليه رواتب أيضا, في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد, فلما يجد «السادات» ردا على حديثه,وتحول الأمر إلى دفاع عن الجيش المصري الذي لم يكن محل اتهام من الأساس. أمر آخر يتم استخدامه من قبل رئيس المجلس بعشوائية غريبة، وهي الحذف من مضبطة الجلسة, الذي استخدمها حوالي 15 مرة حتى الآن, ولمن لا يعرف المضبطة التي يتم تسجيل فيها كل الجلسات لتكون شاهدا على النواب, ويتم الرجوع إليها في أي وقت, ويجوز الحذف منها إذا تم ذكر حديث منافي للأخلاق, لكن أغلب ما تم حذفه من المضبطة كان أحاديث هجومية من النواب على سياسات الحكومة رأى فيها «عبد العال» أنها لا ترقي ليتم تدوينها. أبرز ما طلب «عبد العال» حذفه من المضبطة، كانت هجوم من النواب على الوزراء, المعنيين في الأساس بمراقبة عملهم ومحاسبتهم, حيث طالب بحذف جملة النائبة عبير تقيبة من المضبطة بعدما قالت لوزيرة التضامن أنها غير مؤهلة للمنصب نتيجة وضعها حد أدنى للمعاش 500جنيه، وهو ما رأته النائبة لا يتناسب مع ظروف المعيشية للمواطنين,كما حذف عبد العال جملة للنائب إيهاب عبد العظيم يحذر فيها الحكومة من ثورة جياع نتيجة تهميش الصعيد أثناء مناقشة الموازنة العامة. مجمل الأمر بعد متابعة دقيقة لرئيس المجلس الدكتور علي عبد العال، وضح جلياً بعد نجاحه على قائمة في حب مصر عن قطاع الصعيد,أنه جاء إلى هذا المكان لغرض واحد فقط,وهو تجميل وجه السلطة التنفيذية رغم ما بها من مساوئ, والتصدي لأي غضب نابع من داخل المجلس نتيجة السياسات التي يراها النواب خاطئة, بما يعني أنه ممثل الحكومة في البرلمان.