امتدت عملية تسجيل الناخبين في مجالس الاقتراع البلدية في كل من غزة والضفة من 23 يوليو الماضي وحتى 27، تبعها عدد من التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يكتب فيها النشطاء آراءهم في الانتخابات المحلية والتطلعات التي يسعون لها من إجراء الانتخابات البلدية، كبداية لعودة الممارسة الديمقراطية التي توقفت منذ أحداث الانقسام الفلسطيني الفلسطيني عام 2007. ونشر نادي الإعلام الاجتماعي في فلسطين استطلاعًا للرأي، يحوي مجموعة من الأسئلة المتعلقة بنسبة الرضا لدى الجمهور عن أداء البلديات في المناطق المختلفة، حيث بلغت نسبة الرضا 26% مقابل 55%، فيما صوَّت 14% بغير راضٍ بشدة مقابل 3.5% راضٍ بشدة، وصوت 1.5% من المشاركين بلا أدري. وعن الأسباب التي تدفع بالمواطنين إلى المشاركة في الانتخابات المحلية، قال أحد المواطنينفي الاستطلاع بأنَّ الأوضاع بحاجة إلى تغيير، فيما عبر آخرون عن أنها مقدمة لعملية ديمقراطية أشمل وأكمل، من شأنها إصلاح الوضع الراهن في غزة والضفة، إضافة إلى ضرورة انتخاب مرشحين قادرين على تحمل المسؤوليات والواجبات تجاه المناطق التي يعملون فيها؛ من أجل خدمة المصلحة العامة. أما عن المعرفة الكافية بمفهوم الحكم المحلي ودوره وأهميته، قال 48% من المصوتين بأن لديهم معرفة سطحية بالحكم المحلي ودوره، فيما صوت 43% بأنهم لديهم معرفة كافية، وصوت 9% بأنهم ليس لديهم أي فكرة عن دور المجالس المحلية وأهميتها. علي بخيت، رئيس النادي، قال في مقابلة مع البديل "إن نتائج هذا الاستطلاع تمثل رأي الناس في ضرورة الذهاب لإحقاق التغيير الإيجابي، الذي من شأنه أن يحسن الحياة العامة للفلسطينيين"، مضيفًا "نحاول من خلال هذه الاستطلاعات قياس نمو التعاطي من قبل أسر الشبكات الاجتماعية، ونحاول تحقيق أكبر مشاركة، مع تحفيز الجمهور على ضرورة الخروج من قالب الدور التقليدي للمواقع الاجتماعية، وإضافة وقت لصناعة المستقبل ومعرفة التطلعات المرتبطة بالإطار الافتراضي وأهمية استخدامه في تحقيق المصلحة العامة". وحول تفاعل الجمهور مع الاستطلاع، تابع بخيت أن "التفاعل الحقيقي للأفراد أعطى انطباعًا ثابتًا بأنَّ الكثير من الشباب الفلسطيني إناثًا وذكورًا يسعون إلى تحقيق تقدم انتخابي، من خلال المساهمة في صناعة مستقبل مزدهر، مهما بلغت صعوبة الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني عمومًا. وقد لمسنا الشعور بخيبة الأمل لدى الناس من الانتخابات، ولمسنا في ذات الوقت إصرارًا كبيرًا نحو السير في طريق التفاعل مع الانتخابات". دور الشبكات الاجتماعية ونشطائها هام، لا يمكن تجاوزه، ومن الممكن أن يذهب باتجاه مواكبة التطور ومحاولة استخدامه في صناعة الفارق، ما يعني أنَّ حالة التقدم سيرافقها تقدم للنشطاء أيضًا، بما لا يدع مجالًا للشك بأنَّ كل فرد قادر على صياغة الحدث والمشاركة في العملية الديمقراطية، التي تبدأ من المشاركة بالانتخابات البلدية، مرورًا بالانتخابات التشريعية، وصولًا إلى الاقتراع لاختيار الرئيس الفلسطيني المرتقب؛ لتحقيق عملية ديمقراطية حقيقية، بعيدًا عن أشكال الانقسام المتعددة، والتي أثرت على كل مناحي الحياة في المجتمع الفلسطيني. يُذكر أنَّ لجنة الانتخابات المركزية تستعد حاليًّا لفتح باب الترشح للانتخابات المحلية خلال الفترة القادمة، والتي تمتد من 16 وحتى 25 أغسطس الحالي، ولهذا الغرض تنظم لجنة الانتخابات المركزية عددًا من ورش العمل واللقاءات مع الأحزاب السياسية وممثلي وسائل الإعلام والمراقبين؛ لإطلاعهم على شروط وإجراءات الترشح وتشكيل القوائم الانتخابية.