كرر ريك سانتورم، الذي ينافس على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية لمنافسة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، هجومه على الدين الإسلامي، عشية الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية كارولينا الشمالية التي تجري يوم السبت. وقال سانتوروم إن مفاهيم الحرية والمساواة التي قامت على أساسها الولاياتالمتحدة، لا تأتي من الإسلام أو الشرق أو دياناته، على حد قوله. وفي مؤتمره الجماهيري الأخير في الولاية المحافظة يوم الجمعة، قال سانتوروم الذي كان يتحدث لنحو 200من أنصاره إن مفهوم المساواة “لا يأتي من الإسلام، وهو لا يأتي من الشرق أو من الديانات الشرقية. إذن فمن أين يأتي؟ إنه يأتي من رب إبراهيم، وإسحق ويعقوب. من هنا يأتي (مفهوم المساواة). وأثارت هذه التصريحات استياء مسلمي الولاياتالمتحدة، وأدانت منظمة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير” وهي واحدة من أكبر وأهم المنظمات التي تتولى الدفاع عن مسلمي أمريكا، ما قاله المرشح الذي ينتمي لأقصى اليمين الأمريكي.وقالت “كير” في بيان امس السبت إن القرآن الكريم، هو أبلغ رد يدحض ادعاءات سانتورم. وقال مدير الاتصالات الوطنية في “كير” إبراهيم هوبر: “القرآن، كتاب الإسلام المنزل، هو أفضل تفنيد لتصريحات السيد سانتوروم غير الدقيقة والمتجنية، والتي لا تجدر بأي شخص يأمل أن يشغل أرفع منصب في بلادنا. إن المسيحيين واليهود والمسلمين يعبدون جميعا نفس الإله ويشتركون في تقاليد دينية تدعم العدل والمساواة.” وتابع هوبر: “القرآن والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يؤكدان على المساواة في الجنس والنوع. والنبي يقول :‘الناس سواسية كأسنان المشط،” مستشهدا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية عديدة تظهر إعلاء الإسلام لمفهوم وقيمة المساواة. وسانتوروم، السناتور السابق، يعد من أبرز السياسيين والمتحدثين عداء للإسلام في الولاياتالمتحدة، حيث شارك فيما سمي “أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية” في عدد من الجامعات الأمريكية في أكتوبر من العام 2007، إلى جانب عدد من مهاجمي الإسلام في أمريكا. وفي تصريح له في يونيو الماضي، شبه سانتوروم مفهوم “الجهاد” في الإسلام بالنازية؛ حيث قال “إن كتاب الزعيم النازي الراحل أدولف هتلر الشهير “كفاحي” تعني الكفاح، والجهاد يعني الكفاح” على حد زعمه. وانضم سانتوروم في يناير من العام 2007، إلى مركز الأخلاق والسياسة العامة، وهو مركز أبحاث محافظ يتخذ من العاصمة واشنطن مقرا له، حيث شغل منصب مدير ما يعرف ب”برنامج أعداء أمريكا” الذي يركز على التهديدات الخارجية ضد ما يصفه ب”الفاشية الإسلامية” وفنزويلا وكوريا الشمالية وروسيا. يذكر أن الحزب الجمهوري بولاية أيوا أعلن يوم الخميس أن سانتورم هو من فاز بالانتخابات التمهيدية للحزب والتي أجريت بالولاية في 3 من يناير، خلافا لما أعلن سابقا بفوز حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني.