سنوت طويلة من الأزمات التي لا تنتهي بقرى شباب الخريجين في بورسعيد، آخرها تدمير المحاصيل؛ لعدم وجود مياه ري، في ظل عجز كامل عن إيجاد حلول من المسؤولين. فلأول مرة يتم بيع مياه الري حسب الساعات والكميات، رغم تصريحات المسؤولين بأن المياه متوفرة بشكل مجاني! ولا يختلف الحال عن باقي قرى شباب الخريجين، وعلى راسها قرى غرب بورسعيد "الجرابعة والديبة والمناصرة". وقال سعيد محمد، أحد شباب أبناء بورسعيد في القرى الزراعية بجنوب المحافظة، إن معاناتهم لا تنقطع بسبب نقص المياه، سواء الري أو الشرب، مما تسبب في حرق الإنتاج عددًا من المرات، وبالرغم من ذلك، فإن إنتاجية بورسعيد كبيرة، وطالب بتوفير المياه النظيفة، مؤكدًا أن المحافظة توفر المياه لأصحاب مصانع الكيماويات، سواء بجنوب أو غرب بورسعيد، كما شكا من الارتفاع الرهيب في أسعار "التقاوي الزراعية" واحتكار بعض الجهات لها، ومنها الرسمية للأسمدة، مما يزيد من سعرها ومن معاناتهم أيضًا. وأكد المهندس محمد عيد، أحد أبناء بورسعيد، أن معظم هذه القرى فقيرة، وهي في أساسها تعتمد على الزراعة، ولذلك لابد من تطوير الزراعة بها؛ لزيادة دخل الأفراد والارتقاء بمستواهم المعيشي، وأهم خطوة في تطوير النشاط الزراعي بهذه القرى هو تفعيل دور التعاونيات الزراعية بها. وطالب بضرورة إيجاد حل لمشكلة المزارعين الذين اشتروا أراضي من الشركات الخاصة، ولم تسدد الشركات حق الأرض للدولة، فيظهر المزارعون بصورة واضعي اليد ومخالفي القانون رقم 143 لسنة 2006 بشأن تعديل المناقصات و المزايدات. وأعرب الحاج عبد الوهاب علي، مزارع من عرب أهالي قرية "المناصرة" إحدى قرى غرب مدينة بورسعيد، عن استيائه من انعدام الخدمات الصحية داخل القرية، حيث إن المركز الطبي لقرية المناصرة والخاضع لإشراف مديرية الشؤون الصحية ببورسعيد تحيط به مياه الصرف الصحي في جو يصدر الأمراض للمواطنين بدلًا من علاجهم. وأضاف أن المركز الطبي مغلق أغلب الأوقات، ولا وجود لأطباء أو ممرضين ولا حتى علاج، بخلاف نقص مياه الشرب والري، سائلًا: كيف يطالبنا المسؤولون بالاهتمام بالزراعه، ولا توجد أي مساعدة لنا في تنميتها؟ لافتًا إلى أنهم يجبرونهم على تبوير الأراضي؛ حتى يستفيدوا منها. وتابع أن قرية المناصرة بغرب محافظة بورسعيد تعاني من مشكلة الصرف الصحي، خاصة وأن شبكة الصرف الصحي بالقرية غير مفعلة، بجانب استمرار الأهالي في استخدام "الترنشات والبيارات" القديمة حتى الآن، مما يهدد أساسات المنازل، بالإضافة إلى اختلاط المجاري بمياه الشرب، مما نتج عنه انتشار العديد من الأمراض، كما تقع قرية المناصرة بالقرب من مصانع وشركات بترول، تصرف مخلفاتها وصرفها الصحي بالقرب من أهالي القرى المجاورة. ومن جانبه أكد اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد ل "البديل"، أنه اجتمع بممثلين عن نقابة الفلاحين والمنتجين الزراعيين، وتناول الاجتماع مناقشة مشاكل وحلول وطلبات أهالي قرى الجنوب، والتي أهمها مشاكل الري والزراعة، ومنها إنشاء ترعة الري الموازية للطريق الدولي الإقليمي محور30 يونيو، وتحديد جهة الولاية على أراضي بورسعيد بين الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية وهيئة الثروة السمكية وأملاك الدولة وهيئة الإصلاح الزراعي. كما أكد أنه تم مناقشة مشاكل التعليم والصحة، وأصدر تعليماته لوكيل وزارة الصحة بمتابعة تواجد الأطباء والصيادلة داخل الوحدات الصحية، وعمل متابعة دائمة لهم، وأكد أيضًا أنه سيراعي ضرورة توافر كافة أنواع الرعاية الصحية للأهالي، بالإضافة إلى التنسيق بين هيئة الأبنية التعليمية ومديرية التربية والتعليم؛ لتوصيل المياه إلى بعض المدارس داخل المناطق، حيث يوجد خط رئيسي يمر بجانبها. وقال المحافظ "إننا نسعى جاهدين إلى حل المشاكل الموجودة في الجنوب والغرب والشرق، في ضوء الإمكانيات المتاحة"، مشيرًا إلى أنه تم مناقشة استكمال إجراءات توصيل الكهرباء للجمعيات وحلول مياه الشرب والصرف الصحي في قرى الجنوب وتوابعها ومشاكل الطرق الداخلية وتمهيدها في قرى الجنوب وضريبة الأطيان الزراعية بأراضي الائتمان التابعة لمديرية الزراعة، وتقنين أوضاعهم مع وزارة الزراعة، ومشاكل توريد بنجر السكر لمزراعي شرق بورسعيد مع معديات المجرى الملاحي ومشكلة إنارة طريق الكيلو 17 بجنوب بورسعيد. وتابع أن القوات المسلحة تتولى أعمال التطوير لثلاث قرى بالجنوب بتكلفة 60 مليون جنيه، وأكد أن مشروع التطوير بالقرية الأولى سوف تتسلمه المحافظة في 30 يونيو المقبل، على أن تتسلم المحافظة المشروعين الآخرين بالقريتين تباعًا خلال العام الجاري، وهى مشروعات بنية تحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي.