تعانى قرى غرب وجنوب بورسعيد، حالة من الإهمال الممتد منذ سنوات طويلة، حيث تقع فى قبضة الإهمال والفقر والمرض وقلة الإمكانيات، فالمسئولون والشخصيات السياسية يتعاملون مع أهالى تلك القرى التابعة لمدينة بورسعيد كورقة رابحة وقت الانتخابات السياسية يمنحونهم وعودًا لكنها مسكنات لا تنقذ تلك القرى المنسية من الحكومات التى تعاقبت. فأهالى قرى جنوب بورسعيد "أم خلف وبحر البقر" يعانون نقصًا فى مياه الشرب وكذلك مياه الرى، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع سعر جركن مياه الشرب رغم تصريحات المسئولين بأن المياه متوفرة بشكل مجانى لكنها تصريحات وردية لا ترى أى شكل على أرض الواقع، هذا بجانب عدم توافر نقطة شرطة قريبة وسط تلك القرى والأراضى الزراعية المتاخمة بالسكان على الرغم من مناشدتهم للمسئولين بديوان عام محافظة بورسعيد لحاجتهم إلى نقطة شرطة قريبة منهم، وكذلك وجود مستشفى مرفق به نقطة إسعاف لخدمة الأهالى، فعند حدوث أى حادثة يلجأ الأهالى البسطاء إلى استخدام العربات الكارو لنقل الحالة المصابة إلى أقرب نقطة إسعاف، حياة بدائية شبه معدمة. كذلك الحال لا يختلف مع قرى غرب بورسعيد "الجرابعة والديبة والمناصرة فى ظل تدنى الخدمات المقدمة من جانب المسئولين بمحافظة بورسعيد سواء فى التعليم، فالفصول مبنية من الألواح الخشبية لا تصلح للاستخدام الآدمى، مكان غير مؤهل نفسيًا لتعليم الطلاب بشكل جيد، لهذا السبب مستوى التعليم ضعيف جدًا، فنسبة حضور الطلاب لمدارس غرب بورسعيد ضعيفة للغاية يقابلها غياب المدرسين بحجة بُعد المسافة وعدم توافر وسيلة مواصلات توفرها لهم المحافظة، وسوء حالة الطقس الممطر فى فصل الشتاء سبب آخر لعدم حضورهم. وفى المجال الزراعى واستصلاح الأراضي، فهناك مشاريع أراضى شباب الخريجين بجنوب بورسعيد منحتها لهم الدولة بدلا للوظيفة بجانب وجود 24 جمعية زراعية ممتدة جنوبالمدينة من الطريق الساحلى حتى نهاية حدود بورسعيد بالقرب من القنطرة غرب، يعانى مزارعو تلك الأراضى من عدم توافر مياه الرى بشكل مستمر، مما يكبدهم خسائر فى المحصول الذى أنفقوا عليه آلاف الجنيهات، هذا جانب ومعاناتهم فى عدم توافر الأسمدة جانب آخر، فى ظل سيطرة تجار السوق السوداء. وقال عم "صابر"، مزارع، إن أهم مشكلة نعانى منها هى نقص المياه فالدولة ترسل لنا مياه الصرف الصحى مخلوطة بالمياه النقية بنسبة 3 إلى 1 والمياه التى تأتى إلينا لا تكفى للزراعة، ولذلك نكتفى بالزراعات الشتوية ولا نزرع الأرز لأنه محصول صيفى ومن يقوم بزراعته يخسر كثيرًا لأن إنتاجيته تكون أقل بكثير بسبب المياه المالحة. أما "عماد" فيدق جرس إنذار مؤكدًا أن محصول الأرز فى خطر بسبب نقص المياه، بالإضافة إلى أن المياه المتواجدة مالحة وتؤدى زراعته لخسائر كبيرة للفلاح، منوهًا إلى أن النخيل مات فى القرية بسبب ملوحة المياه. ويطالب "عبد النعيم" الدولة بالضغط على الجمعية الزراعية لتوفير "الكيماوي" ومساعدتنا فى توفير المياه النقية حفاظًا على أرزاقهم ومستقبل الزراعة فى مصر. فالجهة الرقابية المتمثلة فى مديرية الزراعة ببورسعيد والإرشاد الزراعى منعدمة أيضا وعدم توافر الإرشاديين الزراعيين لتقديم المعلومة للمزارع عندما تواجهه مشكلة، تلك المشاكل دفعت الكثيرين من أصحاب الأراضى ترك أراضيهم حتى أصبحت بورًا بسبب أسعار مدخلات الإنتاج المرتفعة أكبر من العائد. كذلك الحالى فى قرى غرب بورسعيد والتى تعتمد على صيد الأسماك، يواجهون معاناة فى ظل سيطرة واضعى اليد من البلطجية حاملى السلاح على بحيرة المنزلة وتقسيمها لما يطلقون عليه "مراحات" كل منطقة داخل بحيرة المنزلة تسمى باسم العائلة أو الجماعة التى تستحوذ عليها بالسلاح لا يستطيع الصياد البسيط صاحب القارب الصغير أن يقترب من تلك المناطق ليصطاد منها خشية أن ينال طلقة من أسلحة البلطجية تودى بحياته. المسئولون ببورسعيد يعترفون بأن هناك تقصيرًا كبيرًا من ناحيتهم تجاه قرى جنوب وغرب بورسعيد دون تقديم أى حلول وإن كانت فإنها شبه مؤقتة.
-"فضفض" بقصصك الإنسانية وقصص من يهمونك .. ارسل مشاكلك مع المسئولين والوزارات المختلفة ..للتواصل والنشر في صفحة " ديوان المظالم .. مع الأستاذة: صفاء البيلي موبايل: 01124449961 فاكس رقم25783447 إيميل: Bab.almesryoon@ gmail.com