تحتاج إفريقيا إلى زيادة استثماراتها في مجال العلوم والتكنولوجيا لتصبح أكثر كفاءة وقدرة على المنافسة في مجال الزراعة والحد من تكاليف استيراد المواد الغذائية. وقال موقع هيرالد الأمريكي، إن رئيس البنك الإفريقي للتنمية، الدكتور أكينوومي اديسينا، صرح مؤخرا في بيان أن القارة لديها الإمكانات الكبيرة التي تحتاج طاقات ضخمة لاستصلاح الأراضي الزراعية. ووفقا لتقرير الأممالمتحدة بروسبكت لسكان العالم في عام 2015، من المتوقع أن يتزايد سكان العالم بين عامي 2015 و2050، إلى 1.3 مليار في إفريقيا وحدها، ما يعني أنها تستطيع تحقيق القدرات الكاملة، وما تفعله إفريقيا في مجال الزراعة الآن سيكون له تأثير بعيد المدى على مستقبل الغذاء في العالم. وأوضح التقرير أن العلاقة بين العلم والتكنولوجيا والاستثمار وطيدة، لكن قطاع الزراعة في إفريقيا كان ينظر له في الماضي على أساس أنه جزء من القطاع الاجتماعي التنموي، حيث كان ينظر دائما إلى الفقر في الريف وكيفية القضاء عليه وليس خلق ثروة. أما العلم والتكنولوجيا ستكون دافعاً قوياً لإدخال طرق حديثة في مجال الزراعة التي ستكون سببا في زيادة الاستثمارات، خاصة أن هذا القطاع المهم يمثل نحو 60% من القوى العاملة في العديد من الاقتصادات الإفريقية التي يساهم كثيرا منها في الدخل القومي للقارة. وتكمن المشكلة الحقيقية أن مستويات الفقر مازالت عالية في إفريقيا مما يجعلها تنفق 35 مليار دولار فى استيراد الأغذية، ومن المتوقع أن ينمو الرقم إلى 110 مليارات دولار بحلول عام 2025. أما الاتجاه الحالي في إفريقيا لا يهتم بسد العجز والقضاء على الفقر، بل تسخير العلم والتكنولوجيا لزيادة الإنتاج حتى تسد عجز دول القارة، وهذا لن يحدث إلا بالاهتمام الحقيقي بالأساليب المتطورة في نظام التعليم وتفعيل النظم التكنولوجية في الهيئات التعليمية. ويعتبر التصدير الزراعي والتصنيع الزراعى من جهة أخرى هما وجهان لعملة واحدة، فالنهوض بالتصدير والتصنيع الزراعي يتطلب النهوض بالقطاع، لذلك يجب التنسيق والتكامل بين سياسات الإنتاج والتصنيع والتصدير وخلق علاقات تشابكية بين المصدرين ومنشآت التصنيع الزراعى والمنتجين الزراعيين، لاسيما أن ذلك سيؤدي لرفع القيمة المضافة من الحاصلات الزراعية، ويقلل الفاقد منها وزيادة عرض المنتجات الزراعية على مدار السنة وزيادة دخل المزارع وتطوير أساليب الزراعة، وعليه فإن على القائمين بالتصدير والتصنيع الزراعي مسؤولية أساسية في توفير التوريد والدعم الفني للمزراعين لمساعدتهم على ممارسة زراعة مستدامة والالتزام بالمعايير البيئية ومعايير سلامة المنتج.