سعى المملكة العربية السعودية للحرب في اليمن بتكلفة كبيرة من الدم والمال هو تأكيد حرفي لمصطلح "استراتيجية الباب الخلفي". ومع ذلك، الملامح الفعلية لتلك الاستراتيجية تبقى مغمورة تحت المياه العكرة لسياسات الشرق الأوسط. خط أنابيب النفط السعودي عبر محافظة حضرموت اليمن في مقالتها بعنوان "فرق تسد: السعودية والنفط واليمن" كتبت جوك بورنجا، أحد كبار مستشاري الشؤون اليمنية بوزارة الخارجية الهولندية، أن السعودية تخشى من حصار إيراني في مضيق هرمز، لذلك يسعون لمد خط أنابيب يمر عبر اليمن من شأنه تمكين الرياض من الوصول المباشر إلى خليج عدن والمحيط الهندي للوصول إلى السوق الآسيوي. وفي السياق ذاته، كشفت برقية مسربة لوزارة الخارجية الأمريكية عام 2008 نشرها موقع "ويكيليكس" مصلحة السعودية في بناء خط أنابيب نفط تخضع ملكيته وإدارته وحمايته بالكامل للسعودية من خلال محافظة حضرموت اليمنية إلى ميناء على خليج عدن. حضرموت هي أغنى محافظة يمنية وتحتل 36 % من مساحتها وتملك 80% من صادرات اليمن النفطية مع احتياطي ذهب بقيمة 4 مليارات دولار. عندما وقعت إيران وسلطنة عمان اتفاقا لبناء خط أنابيب غاز عام 2014، أدى إلى اهتزاز ثقة الرياض في عمان وزاد الجاذبية لخيار خط أنابيب حضرموت في اليمن. في فبراير 2015 عندما سيطر الحوثيون على الحكومة، بدأت الرياض حملة القصف في الشهر التالي. ومن المثير للاهتمام، وفقا لبورينجا، محافظة حضرموت (التي هي الآن تحت سيطرة تنظيم القاعدة الذي يتلقى الدعم العسكري من السعودية)، هي واحدة من عدد قليل من المناطق التي لا تشن فيها قوات التحالف بقيادة السعودية ضربات جوية. وهذا ترك ميناء ومطار المكلا الدولي في حالته دون تضرر. ويشير المحلل السياسي البارز في مؤسسة "جيمس تاون"، مايكل هورتون، أن الرغبة السعودية لإنشاء خط أنابيب نفط عبر اليمن هو إجراء وقائي، حيث سيجعل الطريق أمام المملكة وحلفائها من دول الخليج مفتوحا بشكل مباشر إلى خليج عدن والمحيط الهندي دون الحاجة للمرور عبر مضيق هرمز في حال سيطرت السلطات الإيرانية على المضيق حال اندلاع صراع في المستقبل. ويرى هورتون أن الرياض تستخدم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية كوكيل مفيد في حربها ضد الحوثيين، الأمر الذي يعكس الوضع في سوريا حيث جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة تم استخدامها لبعض الوقت من قبل السعودية و دول الخليج الأخرى كقوة بالوكالة لمواجهة حكومة الأسد. قطروتركيا خط أنابيب الغاز عبر حلب سوريا تتطلع السعودية وقطروتركيا أيضا إلى بناء خطوط أنابيب غاز عبر حلب في سوريا للوصول إلى أسواق الاتحاد الأوروبي المربحة. أشار الميجور، روب تايلور، في مقاله بمجلة القوات المسلحة الأمريكية، إلى أن الحرب الأهلية السورية هي في الواقع حرب خطوط أنابيب للسيطرة على إمدادات الطاقة، حيث تحتاج السعودية وقطروتركيا إلى إزالة الأسد حتى يتمكنوا من السيطرة على سوريا وإدارة خطوط أنابيب غاز خاصة بهم من خلال تركيا. وذكر تايلور أن السعودية وقطر، فضلا عن تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المسلحة المتطرفة، يناورون للإطاحة بالأسد. وبفعل ذلك، هم يأملون في الحصول على حصة من السيطرة على الحكومة السورية الجديدة وحصة في ثروة خطوط أنابيب النفط والغاز المقترحة. تزيد تركيا أيضا من علاقاتها الدفاعية مع مختلف منتجي الطاقة وتبني قواعد عسكرية في الخارج للوصول إلى ممرات الطاقة الرئيسية والتي تشمل قطر الغنية بالغاز الطبيعي في الخليج العربي والصومال في منطقة القرن الأفريقي والسودان في البحر الأحمر. كما أن لديها قوات في المناطق الغنية بالنفط في شمال العراق وتحشد قواتها على الحدود السورية. في ديسمبر 2015، أعلنت تركيا عن خطط لإنشاء قاعدة عسكرية في قطر، ثم في يناير 2016 أعلنت عن خطط لإقامة قاعدة عسكرية في الصومال، كما قامت السفن الحربية التركية قبيل الانتخابات السودانية بتدريبات عسكرية مشتركة مع السودان. كريستينا لين – آسيا تايمز