أطلق مجموعة من النشطاء الفلسطينيين حملة "سوا بنقدر"، تسعى بشكلٍ أو بآخر إلى تعزيز قدرات الفتيان والفتيات في مجالات الرسم والفن التشكيلي، وإحياء التراث الفلسطيني؛ من خلال الفعاليات والورشات التي يتم تنظيمها بمساعدة المؤسسات المهتمة في المجال الإبداعي والفني. وحول الهدف الأساسي للحملة، تقول حنان وليد، منسق المبادرة: "الهدف زرع بذرة صغيرة قد تكون سبباً في جعل شعورك نحو نفسك وحياتك أفضل، وتوسعة خياراتك، وهذا لا يكون إلا عن طريق تنمية قدراتك الذاتية وتطويرها، من خلال التواصل مع المهتمين وعقد لقاءات صغيرة ومجموعات عمل للخروج بمخرجات يتم إنتاجها من خامات البيئة". وأضافت وليد ل«البديل»: "تتنوع الغايات التي تسعى لها المبادرة بين تنمية قدرات ومهارات يحتاجها الشخص لبناء شخصية قوية واثقة ومستقلة ومعطاءة، وبين دعم ومساندة نفسية ومعنوية وتوعوية للمشاركين، إضافة إلى التمكين لتحقيق مستوى لائق وراقي من المعيشة". كيف جاءت فكرة المبادرة؟ وتابعت منسق المبادرة: "جاءت الفكرة من لمس الاحتياج لدى المجتمع عموماً والسيدات على وجه الخصوص، فهناك الكثير من الناس الذين يملكون القدرات، لكن ليس لديهم ثقة بوجودها لتطويرها والعمل عليها من خلال إنتاج وتسويق المنتجات كمشروع.. والمبادرة مجرد دافع، في محاولة لدمج الناس الذين لديهم قدرات مع الباحثين عن التعلم والمعرفة"، مضيفة: "نحن ندعو الجميع للورش ونتمنى مشاركة أوسع من الجمهور". وحول الإسهامات التي تقدمها المؤسسات، قالت وليد: "نحن هنا في بيت الإبداع كمستضيف لمبادرتنا، وهي مؤسسة أهلية تُعنى بالمبدعين والفنانين، وأنا بشكل شخصي أتمنى العمل مع طلبة المدارس والتنسيق معهم كجزء من الإرشاد المهني للطلاب، كورش داخل المدرسة نفسها، لزيادة معارف الطلبة بتوجهاتهم، ومن ثم العمل مع طلبة الجامعات الذين من الممكن أن يطوِّروا مهاراتهم الحياتية والأكاديمية". مخرجات الورش يحاول القائمون على المبادرة وورش العمل توفير زوايا للعرض؛ من خلال العمل على معرض فني للمخرجات التي قام بها المشاركات والمشاركون في أنشطة المبادرة المختلفة، مع تمنياتهم أن يكون هناك مكان مخصص لفتح المجال لأي شخص يريد تسويق منتجه أو تعريف الناس به لأنَّ هذه المساحة ستتيح لهم عرض منتجاتهم وتسويقها بشكل يشجعهم على الاستمرار وإنتاج المزيد. وتقول براءة محمد، قائمة على تدريب المشاركين في زوايا المنتجات اليدوية: "نحن نحاول تمكينهم لصناعة الدمى والألعاب لتكون واحدة من الأشياء التي ينتمون لها ويحبونها، حيث إنها تضيف أفكار جديدة للمشاركين وتجعل لديهم فرصة لتطوير مهاراتهم وقدراتهم"، مضيفة: "رسالتنا أن الجميع لديه أهداف ويمكن تحقيقها، لو كانت لدينا نية حقيقية للتغيير والتطوير". تقبل المواطنين للفكرة وحول تقبل المواطنين للمبادرة، تابعت: "نتمنى من الناس أن يدعموا هذه الأفكار ويتيحوا الفرصة لأبنائهم للمشاركة في هذه المبادرات لما لها من أهمية في بناء الإبداع وزيادة الإنتاجية المحلية والفنية". محاولات الشبَّان من خلال هذه المبادرات لإيجاد الفرصة لصناعة الحياة في أجواء معيشية ليست سهلةً يعيشها الفلسطينيون في كلِّ مكان، آملين أن يكون للثقافة والإبداع أثرٌ في بناء وتنمية المجتمع الفلسطيني، في ظلِّ التحديات الكثيرة التي تقف أمام الفلسطينيين.