يعاني مرضى ضمور المخ الكثير من الأزمات والمخاطر؛ تتمثل في عدم وجود أماكن علاجية لهم في مصر، إلى جانب عدم توافر العلاج المناسب لحالاتهم، إضافة إلى قلة الأطباء المتخصصين في علاج الحالات المرضية، الأمر الذي يهدد حياة عدد كبير من الأطفال. ويبلغ عدد الأطفال المصابين بمرض ضمور المخ في مصر حوالي 30 ألفا، وأبرز أسباب المرض، نقص الأكسجين أثناء الولادة، سواء كانت متعسرة أو أصيبت الأم بنزيف رحمى قبل وأثناء الولادة، ما يؤدي إلى نقص الدم والأكسجين الذي يغذي الجنين فيؤثر على المخ. كما ينتج مرض ضمور المخ للأطفال عن السقوط، والخبطات الدماغية، إلى جانب بعض الأمراض الوراثية، ويتسبب مرض ضمور المخ في حالات صرع وإعاقات لدى الأطفال؛ خاصة أنه يصيب خلايا المخ بالقصور في الأداء الوظيفي بمراحل النمو الأولى، يتسبب في عجز وظيفي لأعشاء الجسم، ما يؤدي إلى شلل دماغي، وتصلب في مجموعات العضلات أو ليونتها بصورة كبيرة، تجعل الطفل غير قادر علي الجلوس. ورغم خطورة المرض وتأثيره علي الأطفال بصورة كبيرة، إلا أن مصر تفتقر إلى مراكز العلاج والأدوية المناسبة، وتفتقر أيضا للأطباء المتخصصين في علاج «ضمور المخ». ويقول محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن مرضى ضمور المخ يعانون الكثير من الصعوبات؛ خاصة أن مصر لا توفر العلاج المناسب لهم، لافتا إلى خطورة عدم تمكن الأطباء أحيانا من تشخيص الحالات أو يوصّفونها على أنها مرض بالعين؛ نظرا لعدم تعمقهم في هذا المرض النادر. وأضاف فؤاد ل«البديل» أن الأمر يحتاج إلى خطة ممنهجة من وزارة الصحة، وضرورة توفير مراكز علاج متخصصة، سواء لمرضى ضمور العضلات أو ضمور المخ، مشيرا إلى أن كارثة مرض ضمور المخ تكمن في أن المصابين من شريحة الأطفال، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا وصعوبة، وبحاجة إلى تدخل سريع من وزارة الصحة. وأوضح الدكتور أحمد راضي، أستاذ المخ والأعصاب، أن مرض ضمور المخ خطير؛ لأنه يصيب الأطفال في أعوامهم الأولى، وتزداد الخطورة بسبب عدم توافر آليات العلاج في مصر، سواء أماكن مجهزة بالمستشفيات أو الأدوية المناسبة أو حتى الكوادر الطبية ذي الخبرات الواسعة، التي تستطيع تشخيص الحالة بسهولة وسرعة، خاصة أن أعراض «ضمور المخ» تتداخل مع أمراض كثيرة أخرى، ما يوقع الأطباء في مشكلة التشخيص الخاطئ، وبالتالي تفاقم الأمر. وأكد راضي ل«البديل» أن وزارة الصحة تتغافل عن الكثير من الأمور، على رأسها، أن مرضى ضمور المخ في مصر حوالي 30 ألف طفل، ما يهدد الثروة البشرية خلال الفترة المقبلة؛ خاصة أن المرض مميت.