وعود الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير العشوائيات مازالت تتوالى، حيث حمل رئيس الجمهورية على عاتقة منذ تنصيبه مهمة «توفير مدخلات بسيطة في مختلف مراحل العملية التصنيعية، بما يوفر العملات الصعبة، وينهض بالمناطق المهمشة والأكثر فقرًا في مصر».. جاء هذا خلال خطاب الرئيس في احتفالية تنصيبه رئيسًا للجمهورية خلال يونيو 2014.. لكن العشوائيات والمناطق المهمشة مازالت تحتاج إلى التطوير، رغم حركات المحافظين وتوصيات الرئيس وتغييرات الحكومة، فلا جديد تحت الشمس سوى التصريحات الإعلامية من جانب المسؤولين. واليوم وبعد مرور ما يقرب من عامين، وخلال افتتاح مشروعات جديدة بمدينة بدر، قال الرئيس: عمري ما غاب عني سكان هذه المناطق، ولا يليق بنا أن نسيبهم، والقوات المسلحة والإسكان مسئولان أمامي للانتهاء من هذه المناطق. موضحًا أن 850 ألف مواطن يعيشون في المناطق غير الآمنة، مطالبًا بضرورة الانتهاء من الوحدات السكنية لسكان هذه المناطق خلال عامين بدلًا من 3 سنوات. إذًا الحديث عن تطوير العشوائيات مر عليه عامان، وبانتظار عامين آخرين، سيستمر الحديث فيهما عن العشوائيات. ولعل تصريحات وزير الإسكان عن تطوير العشوائيات خير دليل على أن اكتفت بالحديث دون التنفيذ. تصريحات الحكومة حول تطوير العشوائيات قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، في 4 يناير 2015، إن مشروع حي الأسمرات بالمقطم هو نقلة لأهالينا الذين عانوا كثيرًا، موضحًا أن رئيس الجمهورية وجه بتخصيص 500 مليون جنيه للعشوائيات من صندوق "تحيا مصر". كما شهد محلب في 25 مارس 2015 مراسم توقيع بروتوكول بين وزارتي الإسكان والتطوير الحضري؛ لتحديد المناطق غير الآمنة، ولتطوير مناطق متعددة، منها تل العقارب والسيدة زينب. وبعد أدائه اليمين الدستورية، وفي أول يوم عمل في 20 سبتمبر 2015 أكد الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، خلال اجتماعه مع مسؤولى ملف تطوير العشوائيات، بدء أعمال التطوير «فورًا» في عدد من المناطق العشوائية. وصرح مدبولى يوم 20 نوفمبر من نفس العام أنه كلف مسؤولي صندوق تطوير المناطق العشوائية بسرعة وضع خطط وبرامج تنفيذية؛ للانتهاء من تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة في 3 سنوات. أمنيات مستمرة لتطوير العشوائيات منذ وضع الدستور يقول عبد العزيز الحسيني، المهندس الاستشاري بالتخطيط العمراني، وأمين تنظيم حزب الكرامة، إنه عند وضع الدستور كانت هناك لجنة ترجمت تطوير العشوائيات إلى مواد داخل الدستور، وتمنينا أن يتم تنفيذ الدستور والاهتمام بالإنسان صانع الحضارة والنهضة. وأضاف الحسيني ل «البديل» أنه بعد خطاب الرئيس أثناء توليه الحكم، تمنينا تنفيذ كلامه على أرض الواقع، والآن نتمنى مرة أخرى أن يتم تنفيذ الكلام، مؤكدًا أن مشكلة العشوائيات وانتشارها تخص الدولة؛ لأن السكن شيء أساسي للإنسان، وإن لم توفره له الدولة، تظهر العشوائيات؛ ولذلك نتمنى أن يتم أخذ الموضوع علي محمل الجد. الحكومة غير جادة في تنفيذ تطوير العشوائيات ويرى رضا عيسى، الباحث الاقتصادي، أن الحكومة لديها مشكلة في تحديد رؤيتها للغد. فمنذ تولي الرئيس منصبه وهو يتحدث عن العشوائيات، ولكن لا يوجد تقدم على أرض الواقع، موضحًا أن الحكومة غير جادة في تنفيذ كلام الرئيس بتطوير العشوائيات، بدليل إلغاء وزارة التطوير الحضاري والعشوائيات. وأضاف عيسى ل«البديل» أن المشكلة في الوضع الحالي هي: هل يتم تطوير القديم، أم يقام بناء جديد؟ ومن هنا نجد أن الحكومة لا تمتلك رؤية مستقبلية ولا خطة يتم العمل عليها، بل تعمل يومًا بيوم، منوهًا بأن السياسة المتبعة في مصر تؤثر بالسلب على الاقتصاد المصري.