يحمل إعلان إيران أنها عززت دفاعاتها الجوية بمنظومة "إس 300" روسية الصنع، وفق ما أعلن وزير الدفاع حسين دهقان أمس، مجموعة كبيرة من الرسائل، خاصة في هذا التوقيت، بعدما كثر اللغط حول وجود خلاف إيراني روسي حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، من خلال تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الأربعاء الماضي، قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد ليس حليفًا لموسكو. في المقابل قالت إيران إنها ستواصل سياستها الرامية لدعم الأسد ومؤسسات الدولة السورية، الأمر الذي من شأنه أن يحدث خلافًا عميقًا بين موسكووطهران، خاصة بعدما ترددت أنباء تفيد بأن روسيا مستعدة لمناقشة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وأن الموقف الروسي جاء بمثابة مفاجأة لا يصدقها القادة السياسيون والعسكريون في طهران. لكن بعد حصول إيران على المنظومة الروسية التي تهدف في الأساس لتعزيز دور إيران في الأزمة السورية، من خلال حماية أجوائها من أي تصعيد إقليمي أو دولي محتمل قد ينجم عن تصاعد الأوضاع في سوريا، فروسيا تجاهلت الاهتمام السعودي بشراء منظومات "إس-400" للدفاع الجوي نوفمبر الماضي، حيث قال مدير عام شركة "روس تيخ"، سيرجي تشيميزوف، إن الشركة لن توقع حتى الآن عقودًا مع أي طرف باستثناء الصين، كما أن الكلام عن رغبة روسية في تزويد طهران بمنظومة الدفاع الجوية تزامن مع نشر حلف شمال الأطلسي لبطاريات الباتريوت في تركيا صيف 2013 الماضي، الأمر الذي يشير إلى أن التحالف الإيراني الروسي ما زال قائمًا، وأن سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم طعن حلفائه في الظهر ما زالت مستمرة. بوتين والكيان الصهيوني من إحدى الرسائل المهمة التي يفرضها واقع امتلاك طهران ل "إس 300" الروسية، رسالة موجهه للكيان الصهيوني، لسببين الأول هو أن امتلاك طهران حليفة حزب الله ل "إس 300" جاء بعد محاولات قام بها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة بوتين الشهر الماضي؛ في محاولة لثنيه عن بيع هذه المنظومة لإيران. ومع إتمام الصفقة فهذا يعني أن الكيان الصهيوني المحسوب على المحور الأمريكي تلقى ضربة موجعة من الروس، فروسيا بهذه الخطوة أكملت عقد المنظومة الصاروخية الدفاعية لطهران. والسبب الثاني أن صفقة "إس 300" جاءت في التوقيت الذي أعلنت فيه طهران عن تطوير منظومة الصواريخ البالستية التي تطال العمق الإسرائيلي، حيث أعلن جنرال إيراني كبير أمس الأول أن جيش بلاده أجرى اختبارًا ناجحًا على صاروخ بالستي متوسط المدى وموجه بدقة قبل نحو أسبوعين، وقال العميد الإيراني علي عبد اللهي "قمنا باختبار صاروخ بمدى 2,000 كيلومتر وهامش خطأ 8 أمتار"، ما يعني أن الصواريخ الإيرانية قادرة على ضرب الكيان الصهيوني، فالمسافة بين الحدود الإيرانية وهذا الكيان تبلغ 1050 كلم. وبذلك تكون روسيا قد عززت من قوة إيران الصاروخية، فمن ناحية استطاعت طهران تأمين القوة الصاروخية القادرة على الوصول لتل أبيب في حالة قرار الكيان الصهيوني مهاجمتها عبر صواريخها البالستية، ومن ناحية أخرى قدم الروس الحماية الدفاعية لطهران عبر "إس 300" من أي صواريخ قد تحاول اختراق المجال الجوي الإيراني. ويذكر أن إيران كانت قد وقعت مع روسيا اتفاقية عام 2007، لشراء منظومة صواريخ "إس 300″، بمبلغ قدره 900 مليون دولار، لكن الصفقة لم تتم بسبب العقوبات التي فرضت ضد إيران على خلفية برنامجها النووي، وفي إبريل 2015 وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم يلغي قرار منع تسليم طهران منظومة "إس 300″، بعد أن وقعت إيران مع الدول الست الكبرى اتفاقية بخصوص مستقبل برنامج إيران النووي.