بقلوب امتلأت بحب الله وأفواه تعطرت بذكره وآذان لا تسمع سوى مدح آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، احتفل مئات الآلاف أمس بمولد السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها، تجمعوا على حب الله وانتفضت الأجساد في حب حضرة «رئيسة الديوان». واحتشد أتباع الطرق الصوفية ومحبو آل البيت لسماع نقيب المنشدين، محمود التهامي، احتفالا بمولد السيدة زينب، وقدمت خيم الطرق الصوفية من المنيا وسوهاج وبني سويف وأسيوط وطنطا وكفر الشيخ والمنصورة وكل بقعة في مصر الطعام والشراب للمريدين، حيث سادت أجواء المحبة والعطاء ليلة أمس، وتزين مسجد حفيدة النبي صلي الله عليه وسلم وابنه الإمام علي بن أبي طالب وأخت الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، بهالات نورانية. وحضر مريدو الطرق العزمية والأحمدية التدريسية وشيخ عمومها، السيد عبدالوهاب التازي الحسني الإدريسي، وكذلك أبناء العارف بالله الشيخ حسن عمران الحد، والمداح عبد الحميد الشريف، وأبناء الطريقة الرفاعية. وقال علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، إن مولد السيدة زينب تم بأفضل صورة وحضره 2 مليون من اتباع الطرق والصوفية ومحبيها، حيث شهد تنظيما جيدا وتقديم خدمة محترمة، ولم ترصد أي مخالفة داخله. وأضاف أبو العزائم ل«البديل» أن السيدة زينب تحتل مكانة رفيعة داخل قلوب جموع المصريين، ويطلقون عليها اسم «رئيسة الديوان»؛ لأنها كانت بمثابة مستشارة للناس في أمور حياتهم خلال سنوات عمرها، متابعا أن السيدة زينب أيضا كانت تمتاز بالرحمة وطيبة القلب وحب الناس، وأطلقوا عليها «أم العواجز» كونها أماما لكل عاجز، حسبما روي عن حياتها. واتفق معه في الرأي طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، قائلا إن حب آل البيت أهم ما يميز المصريين، فقلوبهم عامرة بالإخلاص لآل البيت، حيث يأتي الناس من كل ثوب وحدب لتقديم الخدمة والطعام والشراب للمريدين، مضيفا أن المداحين والمنشدين يأتون لمدح آل بيت النبي في ذكرى مولدهم، مؤكدا أن حب آل البيت من صميم الدين، وليس كما يروج الوهابيون، بأنه نقص من تدين المسلم أو كفر كما يزعمون، ومشيدا بطريقة تنظيم المولد وعدم حدوث مخالفات من قبل الأمن أو المريدين. وقال الحاج حسن عبد المنعم، أحد المريدين، إن مولد السيد زينب بمثابة عيد يحتفل به أهل المنطقة، ويقدمون الطعام والشراب للزائرين، مؤكدا أن كل منزل يعد أشهي الأطعمة من أجل خدمة السيدة، وأشهرها الأرز باللبن؛ لتقديمه كنفحة لمريدي المولد. وأوضح عبد المنعم أن العام الذي منع فيه الرئيس المخلوع حسني مبارك، إقامة المولد بحجة انتشار مرض أنفلونزا الطيور، زال حكمه وسقط نظامه. وأكدت أم أحمد، إحدى مريدين مولد السيدة من محافظة المنيا، أنها تأتي كل عام من أجل حضور مولد السيدة، وتقديم الخدمة والطعام لزائري المولد، مضيفة أنها تأتي منذ 20 عاما كل ميعاد لمولد السيدة زينب، والسنة التي امتنعت فيها عن الحضور للمولد، أصابها المرض وهلك زرع أرضها ورسب أحد أبنائها.