أكدت دمشق رفضها القاطع لتصريحات بعض المسئولين القطريين حول إرسال قوات عربية إلى سورية، في وقت يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لبحث نسخة معدلة من مشروع قرار تقدمت به روسيا لوقف العنف في سوريا. في الوقت نفسه أفاد نشطاء بأن 32 شخصا استشهدوا في أعمال عنف أمس الثلاثاء. وقال الناشط عمر الحمصي والمقيم في المنطقة إن أربعة وعشرين شخصا سقطوا في حمص بعدما قصفت قوات الأمن السورية أحياء بابا عمرو والبياضة. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن في وقت سابق اليوم أن ثمانية سوريين، على الأقل، لقوا حتفهم اليوم “إثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة صغيرة على طريق إدلب – حلب”. وأعلن التليفزيون السوري الرسمي في وقت لاحق أن قنبلة صوت انفجرت في حي الميدان بالعاصمة دمشق التي شهدت يوم السادس من يناير الجاري تفجيرا نفذه انتحاري أسفر عن مقتل 44 شخصا، وأصاب صوت القنبلة سكان المنطقة بالهلع. وقالت الخارجية السورية إنها ترفض وبشكل قاطع أي تدخل عسكري ، وأضافت الوزارة أن “سورية تستغرب صدور تصريحات عن مسئولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشئون السورية”. كان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قال في تصريحات لشبكة “سي بي إس” الأمريكية الأسبوع الماضي إنه ينبغي إرسال بعض القوات العربية لوقف أعمال القتل في سورية. وقال دبلوماسي عربي إن روسيا، أحد حلفاء سورية الأساسيين، طرحت مشروع قرار جديدا في مجلس الأمن الدولي. ولم يتضح بعد ما إذا كان المقترح الروسي، الذي يستبعد حدوث تدخل عسكري في سورية على غرار ما حدث في ليبيا، يفي بمطالب القوى الغربية بإصدار قرار شديد اللهجة يدين الأسد بسبب استخدامه العنف المفرط والقاتل ضد المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء حكمه. وبالفعل أعلن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله انتقاده لمشروع القرار الروسي وقال إنه ليس كافيا. وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض (فيتو) في أكتوبر الماضي للحيلولة دون صدور قرار يدين الحكومة السورية ويلوح بعقوبات حال استمرار الحكومة في حملتها القمعية. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا منذ اندلاع المظاهرات منتصف مارس الماضي. وقصف الجنود مدينة حمص المضطربة بوسط سورية، والتي تعد معقل الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ما أدى إلى سقوط ثمانية قتلى وإصابة خمسة آخرين في أحياء بابا عمر والبياضة. وألقت القوات الحكومية القبض على عشرين طالبا كانوا داخل الحرم الجامعي بحلب ثاني أكبر مدن سورية حيث انطلقت المظاهرات. وقال النشطاء إن آلاف السكان فروا من منطقة الزبداني القريبة من الحدود مع لبنان هربا من الهجمات التي تشنها القوات الحكومية. وقال المرصد السوري في وقت متأخر اليوم الثلاثاء إن السلطات أطلقت سراح الناشط الحقوقي البارز نجاتي طيارة الذي كان قد اعتقل في مايو الماضي. يأتي الإفراج عن طيارة بعد عدة أيام من إصدار الرئيس الأسد مرسوما بالعفو العام عن كل من تم اعتقالهم خلال الأشهر العشرة الماضية. وقال النشطاء إن طيارة تعرض لتعذيب بالغ خلال فترة اعتقاله في محافظة حمص. وتواجه سورية ضغوطا متزايدة لوقف العنف. وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن على التعامل مع الأزمة السورية بمزيد من الاهتمام. وذكرت وسائل إعلام عربية أن الجامعة العربية طلبت من الأممالمتحدة بشكل رسمي تدريب المراقبين. وسوف يقدم المراقبون تقريرهم الثاني بعد غد الخميس،على أن يجتمع وزراء الخارجية العرب يوم السبت في القاهرة لمناقشة مستقبل البعثة. وتلقي الحكومة باللائمة في أعمال العنف التي تشهدها البلاد على “إرهابيين” وتقول إن نحو ألفي جندي ورجل شرطة قتلوا.