«المرأة» قصة كفاح ونضال في شتى نواحي الحياة، لكنها لا تزال تناضل من أجل أبسط حقوقها، حيث شهدت الفترة الأخيرة طفرة حقيقة تميز بها ملف العنف ضد المرأة، وأطلقت العديد من المبادرات، منها ما أعلن عنه عبر شاشات التلفاز تحت شعار «متسكتيش» تعبيرًا عن الرفض ضد العنف الممنهج الذي يمارس في حق عدد كبير من نساء المجتمع المصري. «متسكتيش»حملة نسائية ظهرت في الأوان الأخير، وتم الإعلان عنها عبر أحد شاشات الفضائيات للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، ولحث المرأة على التصدي لتلك الظاهرة من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة، وعدم الخضوع والسكوت عن مثل هذه الممارسات. وقالت الدكتورة عزة كامل، مدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، خلال مؤتمر المرأة بالمركز الثقافي السويدي بالإسكندرية، اليوم: التجربة السويدية من أفضل التجارب في العالم لمواجهة العنف ضد المرأة، والاهتمام بها لوجود وحدات لمكافحة العنف ضد المرأة هدفها حماية المرأة وحل مشكلاتها والعناية بها. وأشارت إلى أن القوانين المصرية الخاصة بالمرأة التي تنصفها، تحتاج إلى تعديل وتخضع للتنفيذ لوجود عدة مشكلات بها تعوق تنفيذها، بالإضافة إلى سَن قوانين جديدة وتشريعات ضد التحرش ومواجهة العنف ضد المرأة ومحاسبة المتسببين فيها. وأضافت منى عزت، عضو مؤسس بالمرأة الجديدة أن هناك طفرة حقيقة في نظرة المجتمع واعترافه بوجود عنف ضد المرأة، لكن حتى الآن لا توجد خطوات فعلية للحد من هذا العنف ومواجهته بشكل عام، مما يؤكد أنه لا توجد إرادة سياسية حقيقة للحد من العنف والتمييز ضد المرأة، والاستراتيجية التي قدمتها المجلس القومي للمرأة لحماية المرأة من العنف لرئاسة الوزراء منذ نحو عامين لم تنفذ حتى الآن، رغم أن الاستراتيجية تحتاج إلى 5 سنوات، مما يؤكد أن الاعتراف بالعنف ضد المرأة شكلي. في سياق متصل أكدت مزني حسن، مدير تنفيذي مركز نظرة للدراسات النسوية، أن النظرة المجتمعية لقضية العنف ضد المرأة أصبحت في حالة من التوسع، بحيث إن الحديث حول هذا الملف بدأ يخرج من دائرة الحركة النسوية إلى دائرة المجتمع ككل إلى أن أصبح معترفًا بعدم ضرورة الختان والزواج المبكر والتحرش. وأكدت السيدة وفاء السيد، في العقد الرابع من عمرها وإحدى الموظفات، أنه رغم حالة التطور والتكنولوجيا التي يشهدها المجتمع إلَّا أن نظرته للمرأة لم تتغير بعد، فما زال هناك رجال يتعاملون مع المرأة داخل المنزل بمعاملة «سي السيد» ومن الممكن أن يتطور الأمر ليصل إلى الضرب، كل هذا في المقابل أن المرأة لم تترك مجالًا إلَّا وتدخلت فيه، فهي تعمل خارج المنزل وداخله، وتساهم في مصروفاته لكن حقها ما زال مهدورًا، سواء داخل المنزل أيضًا أو خارجه من مضايقات يتعرضن لها بالشوارع. من ناحية أخرى أكدت هالة حسن، في أواخر العقد الثالث من عمرها، أن المجتمع أصبح يقدر المرأة عما قبل، وأصبحت هناك مجالات لاستعادة حقها، وأضافت: هذا ليس كفيلًا بالقضاء على العنف ضد المرأة، فما زالت الدولة تحتاج إلى أساليب لمناهضته بشكل أفضل.