الملك خوفو أحد ملوك مصر القديمة، وثاني ملوك الأسرة الرابعة، حكم طبقًا لبردية (تورين) حوالي ثلاث وعشرين سنة. أبوه الملك «سنفرو»، وجده الملك «زوسر» مؤسس الأسرة الثالثة. تزوج سنفرو الملكة «حتب حرس» التي كانت تلقب بأم «ملك مصر العليا والسفلى». بنى الملك خوفو الهرم الأكبر؛ ليكون مقبرة له في الجيزة، وكان أعلى بناء في مصر القديمة. يبلغ طول جانب الهرم الأكبر 230 مترًا مربعًا، وارتفاعه في الأصل 146 مترًا. وحاول المؤرخون تقدير الزمن المستخدم في بناء هرم الملك خوفو الكبير، فقدروا أنه استغرق 20 عامًا. يُذكَر أن الهرم الأكبر بُنِيَ بعدد أحجار تجاوز المليونين، ويزن كل واحد منها بين 1.5 و2.5 طن، واشترك في بناء مشروع هرم خوفو بين 20 و30 ألف عامل، وتم بناء "قرية العمال"؛ لتوفير احتياجاتهم هم وأسرهم من الطعام والشراب والملبس. العجيب أن الملك خوفو الذي بنى الهرم الأكبر لا توجد له تماثيل تبين هيئته كاملة إلا تمثال واحد، اكتُشِف عام 1903، وتم العثور عليه في أبيدوس جنوب مصر، ويبلغ ارتفاعه 7.5 سنتيمتر، وهو موجود الآن في المتحف المصري بالتحرير. حم-إيونو مهندس الهرم الكبير للملك خوفو يقول بسام الشماع، عالم المصريات، إن الهرم الذي يفتخر به كل مصري؛ لأنه الإثبات الحي لعبقرية الهندسة والمعمار وعلم التشييد وفن البناء المصري يرجع فضله إلى المهندس "حم-إيونو"، الذي يتكون اسمه من مقطعين، الأول: حم بمعنى خادم، والثاني: إيونو بمعنى منطقة عين شمس (هليوبوليس القديمة)، فقد خدم هذا العبقري في مدينة ومعبد وإداريات العاصمة المكرسة لعبادة رب الشمس أثناء الأسرة الرابعة في الدولة القديمة. وأضاف الشماع، في إحدى كتاباته، أن العبقرية هنا تكمن في وضع 2 مليون و300 ألف حجر جيري في مبنى هرمي يصل ارتفاعه إلى 146 مترًا، بالإضافة إلي الشكل المربع للقاعدة والاتجاهات الأربعة للهرم التي تتجه للاتجاهات الأصلية «الشمال، الشرق، الغرب، الجنوب»، مضيفًا أن من جوانب شخصيته العبقرية قدرته بمهارة ودبلوماسية من ناحية وحزم واحترام من ناحية أخرى على أن يقود ويوجه آلاف العمال (وليس العبيد كما يروج البعض) المسئولينعن هذا الأداء المميز المتفرد، الذي نتج عنه العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبعة، مؤكدًا أن "حم-إيونو" هو قمة العبقرية الهندسية، فما زال العالم بكل تطور أدواته وتكنولوجية آلياته يقف مشدوهًا منبهرًا، بل وعاجزًا عن فك طلاسم هندسة الهرم الأكبر.