عُرِضت عليَّ جنسيات أخرى.. ولكني رفضت الاتحاد الدولي ظلمني.. واستطعت مقاضاته والحصول على حقي اتخذت من الرياضة حلمًا أصرت على تحقيقه، وجعلت هدفها التفوق على المستوى العالمي، حتى نجحت في الحصول على جائزة "The hall of fame"، وهي تعادل الأوسكار ولكن للرياضيين، ووصلت الجوائز التي سطرت بها تاريخها الرياضي 130 جائزة، فهي مقاتلة لا تعرف الاستسلام، حتى إنها خاضت صراعًا مع الاتحاد الدولي للتايكوندو، وأرغمته على دفع تكلفة اتهامها زورًا بأنها تتعاطى المنشطات.. إنها كارولين ماهر.. بطلة العالم في التايكوندو وأصغر نائبة معينة في البرلمان المصري. كيف كانت رحلتك الرياضية؟ أنا حاليًّا في العشرينيات من عمري. وبدأت رحلتي مع التايكوندو بعد سافري إلى ألمانيا؛ للمشاركة في بطولة للمدارس، وكنت في ذلك الوقت أهتم برياضات أخرى، ولكن بعد فوزي بالميدالية الفضية، ركزت نشاطي في التايكوندو. وفي الرابعة عشرة من عمري تمرنت مع المنتخب الأول، ومن ثم انضممت إلى منتخب الآنسات. وراء كل عظيم امرأة، فمن وراء العظيمة كارولين؟ أسرتي هي كلمة السر، كانت وما زالت تشجعني وتدعمني، فهي وراء اهتمامي وتفوقي في التايكوندو، ولولا مساندتها، لما حققت أي نجاح. تعلمت منها ألا أستسلم أبدًا مهما كانت المشكلة، هذا بالإضافة إلى إخوتي الذين يمارسون الرياضة، ولكن هواية لا احترافًا مثلى. والإعلام المصري كان له دور، خاصة بعد حصولك على جوائز عالمية؟ أولًا أن لم أكن أسعى إلى الشهرة عند ممارسة التايكوندو، ورغم أن دولًا كثيرة عرضت عليَّ الحصول على جنسياتها، وكان أبرزها الولاياتالمتحدة وكندا، إلا أني رفضت، وفضلت اللعب باسم مصر؛ لشعوري بالانتماء. أما الإعلام فلم يلتفت إليًّ ولا إلى ما حققته من بطولات وجوائز إلا عندما قاضيت الاتحاد الدولي للتايكوندو. ما أسباب مقاضاتك للاتحاد الدولي؟ في عام 2011 قامت لجنة الكشف على المنشطات بعمل اختيار عشوائي للاعبين أثناء إقامة البطولات، فوقع عليَّ الاختيار، ثم سحبوا العينة التي تُقسم إلى جزأين (a-b)، وبعد مرور خمسة أشهر أرسل الاتحاد الدولي على بريدي الإلكتروني رسالة مفادها أن العينة إيجابية، وبناءً عليه يتم إيقافي لمدة عامين من تاريخه، واكتشفت أحد الأخطاء في الرسالة، وهو أن رقم عينتي مغاير تمامًا لتلك العينة الإيجابية. تواصلت على الفور مع الاتحاد المصري، وأبلغتالمسؤولين بأنهم سيواجهون المشكلة، ويعملون على حلها، بعد مراسلة الاتحادين المصري والدولي لبعضهما بعضًا، فأرسل الأخير خطاب اعتذار؛ مما جعلني أظن أن الأمر انتهى، ثم فوجئت باستبعادي، فسافرت وتعاقدت مع مُحامٍ أمريكي، ورفعت قضية على نفقتي الخاصة في سويسرا أمام المحكمة الدولية، وبعد تعدد الجلسات أمام المحكمة الدولية وممثل الاتحاد الدولي للتايكوندو، بات الأمر واضحًا أن هناك تلاعبًا في العينات، وقامت المحكمة بتحمل الأتعاب التي تخطت حاجز العشرة آلاف دولار، وحصلت على مبلغ 20 ألف دولار، بعد 8 شهور قاسية كنت أواجه فيها المشكلة وحدي دون أي دعم. ما أشهر البطولات التي حصلت عليها؟ حصلت على العديد من الميداليات الذهبية في بطولة الجمهورية، بالإضافة إلى بطولات المناطق، وأول إفريقيا وأول عرب وثاني كأس عالم "فرنك فور"، بعدها التحقت بمنتخب الناشئين، ثم منتخب الآنسات، وخلال هذه الفترة حصلت على بطولات كثيرة بما يقرب من 130 جائزة وميدالية من حوالي 39دولة، كما تم تكريمي من قِبَل الأممالمتحدة، مع إدراج اسمي ضمن موسوعة "نساء ذوات إنجازات فوق العادية". بجانب الرياضة، كيف كانت حياتك العملية؟ كنت متفوقة دائمًا في الدراسة؛ مما ساعدني على الحصول على عمل في مجال ال HR، حتى أصبحت مديرة في مجالي، وحصلت على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة فيكتوريا بسويسرا، بالإضافة إلى إشرافي على جمعية تهدف إلى مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال التدريب والتوظيف في الشركات، كما أنني عرضت على الاتحاد المصري تنظيم بطولات عالم تايكوندو لذوي الإعاقة، وسأكون المسؤولة عن تدريبهم وتأهيلهم؛ لكي يشعروا بهدفهم في الحياة وقيمتها. أهم ما يشغل كارولين الآن؟ تكوين فريق من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لخوض غمار البطولات البارلمبية القادمة، ومن خلال برامج التبادل أردت تنفيذ الأفكار على ذوي الإعاقة؛ لتعليمهم المهارات التي تساعدهم في سوق العمل. كيف كان شعورك عند تعيينك في البرلمان؟ وماذا ستقدمين؟ شعرت بسعادة كبيرة بتعييني عضوًا بمجلس النواب بقرار من رئاسة الجمهورية بناء على ترشيح المجلس القومي للمرأة لي. وسوف أبذل قصارى جهدي من أجل خدمة القضايا الرياضية والتركيز عليها تحت قبة البرلمان، وأتعهد بأن يكون ملفا الرياضة والمرأة على رأس أولوياتي.