عشاق السيرة الهلالية على موعد فريد، مساء الأربعاء المقبل 17 فبراير، ببيت السناري الأثري بالسيدة زينب، التابع لمكتبة الاسكندرية، في حفل مفتوح للجمهور يشهد مشاركة ثلاثة أجيال من منشدي السيرة الهلالية، على رأسهم آخر شعرائها العظام وحافظ تاريخها الشيخ سيد الضوي وتلميذه الشيخ زين وتلميذاه؛ نجله ربيع زين وشيماء النوبي إحدى القلائل من حافظات السيرة من الشاعرات النساء، الحفل يقام بالتعاون مع مدرسة الشيخ زين «بيت الثقافة الشرقية». تتلمذ الشيخ سيد الضوي على يد والده الضوي الكبير وحافظ السيرة الراحل الخال جابر أبو حسين الذي وثق الراحل عبد الرحمن الأبنودي السيرة بصوته للإذاعة المصرية، فيما وثقها الأبنودي أيضًا في حلقات تليفزيونية مع رفيق عمره الشيخ سيد الضوي للقناة الأولى قبل خمس سنوات، في 135 حلقة من إعداد الكاتب والمخرج سيد فؤاد، فيها يشرح الأبنودي الأحداث ويرويها الضوي شعرًا وغناءً وعزفًا على ربابته. أما الشيخ زين فقد حفظ السيرة عن الخال سيد الضوي منذ عام 1996، وهو الآن يدرس السيرة للعديد من التلاميذ من خلال ورش عمل في القاهرة والصعيد حتى لا تندثر. تعد السيرة الهلالية أكبر أثر أدبي شعبي عربي، ويبلغ حجمها نحو مليون بيت من الشعر. وتعود إلى العصر الفاطمي وتروي تغريبة قبيلة بني هلال اليمنية من نجد إلى الشام والعراق، وصولًا إلى شمال إفريقيا، ويختلف تقديم السيرة بحسب الشعراء المؤدين، كما تختلف مدارس تقديمها بين شعراء الصعيد ووجه بحري، وكذلك بين شعرائها في الدول العربية المختلفة وشهدت على مر التاريخ إضافات من الخيال الشعبي منحتها تنوعًا في مدارسها المختلفة، كما تعد نموذجًا لما حفظته الذاكرة الشعبية، واضفت عليه الكثير من قيم البطولة والشرف والنبل والفروسية. ويعتبرها كثير من الباحثين في التراث الشعبي بمثابة الإلياذة العربية، فهي أشهر السير الشعبية العربية، التي حفظت شفويًّا، وهي عبارة عن ملحمة طويلة تشمل قصصًا وشخصيات عديدة تعكس المزاج الشعبي العربي، تنتظم أحداث السيرة الهلالية في خمسة كتب، تتناول قصصًا مختلفة خلال رحلة التغريبة، منها قصة زواج خضرة الشريفة ورزق بن نايل، والأحداث التي تعرض لها بطل السيرة أبو زيد الهلالي في تونس وغيرها.