فى الوقت الذي انتشرت فيه بعض الأمراض والأوبئة في محافظة البحيرة بشكل يهدد الثروة الحيوانية وصحة الإنسان، بدت ظاهرة السلخانات الخاصة وسيلة للهروب من المجازر الرسمية، وصارت طريقا للباحثين عن ثروات سريعة على حساب صحة المواطن. وانتشرت ظاهرة «السلخانات الخاصة» فى قرى ومدن محافظة البحيرة؛ من خلال تحويل بعض أصحاب محال اللحوم حظيرة الماشيو إلى «مجزر خاص» يزورون فيه اختام المجزر الحكومى بطريقه يصعب التفريق بينهما. يقول العميد وجدي الصيرفي، مدير مباحث التموين بالبحيرة، إن الإدارة رصدت قيام بعض المواطنين بذبح الحيوانات المريضة أو النافقة داخل مجازر وهمية، ويروجون لحومها للمطاعم خارج حدود البحيرة، مؤكدا ضبط مزرعة مواشى ملك كرم أحمد إبراهيم وجمعة وأخوه أحمد، بقرية حراء مركز بدر، تذبح الماشية المريضة داخل حظيرة المزرعة وختمها بأختام مزورة وتوزيعها على المحلات على أنها لحوم سليمة مذبوحة بالمجزر الحكومى، بحثا عن أرباح غير مشروعة، ما يهدد صحة المواطنين. وأوضح الدكتور جاد الله الخولى، وكيل وزارة الطب البيطرى، أن انتشار «السلخانات الخاصة» يرجع إلى ارتفاع أسعار اللحوم ومحاولة التجار الهروب من الرقابة الطبية داخل المجازر الحكومية؛ بحثا عن مكاسب سريعة، مشددا على ضرورة مواجهة الظاهرة بتكثيف الحملات على حظائر المواشى فى المحافظة. وأكد مسعد عرفان، جزار، أن السوق مليء باللحوم المذبوحة خارج المجزر، والتى يتم بيعها بأسعار أقل، مضيفا أن بعض البسطاء يلجأون إلى شرائها بحثا عن التوفير، دون إدراك أنها قد تصيبهم بالأمراض، محملا الجهات الرقابية مسؤولية انتشار هذه اللحوم، خاصة التى تباع «مفرومة»، وتقدم فى المطاعم. وطالب عرفان الجهات الرقابية بضرورة مواجهة الظاهرة، مختتما: «مش معقول اللى يمشى رسمى يتخرب بيته، والحكومة تترك هؤلاء يتاجرون فى الموت».