تزداد شراسة الكيان الصهيوني ضد المواطنين الفلسطينيين، خاصة الصحفيين ممن لهم صوت يندب جرائم الاحتلال، ويبقى ناقوسا يدق في ضمير العالم الإنساني. طالت سياسة الاعتقال الإداري التي تتم بناء على رغبة صهيونية بحتة، دون أي تهم منسوبة للمُعتقلين، سوى الحجة المزعومة «الإضرار بأمن إسرائيل»، أكاديميين وصحفيين ورسامين وسياسيين وشعراءز وكان أبشع نماذج الاعتقال غير القانوني، الأسير الصحفي محمد القيق، الذي سلك طريقا يعبر عن رفضه للذل والإهانة الصهيونية، رافضا أن تنكسر هامته للاحتلال الصهيوني، مهما كلفه الأمر. دخل الأسير القيق إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 67 يوما، معلنا تمرده على السجان الغاشم، وأوصل رسالته للعالم، «أن أسيرا من أجل وطن، خير من حر بلا وطن»، وكتب وصيته الأخيرة وهو على فراش المرض في إحدى مسشتفيات سجون الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة تدهور وضعه الصحي بعد إضرابه المفتوح. وتمنى في وصيته أن يرى زوجته وأولاده قبل موته، وأوصى بأن يُدفن في حضن أمه، وأن يكون بيت العزاء لكسر الجمود فقط، وأن يقتصر قبل صلاة العصر بساعة حتى آذان العشاء. وشهدت قضية القيق حراكا واسعا محليا وعالميا، فحذرت حركة حماس من أن أي مساس بحياة القيق سيدفع الاحتلال ثمنه غاليا، كما شهد قطاع غزة عدد من الوقفات التضامنية مع الأسير. وعلى الصعيد الدولي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقله البالغ إزاء الوضع الصحي الخطير الذي يمر به الأسير القيق في سجون الاحتلال. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأسير المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية منذ الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي، أضرب احتجاجا على التعسف في احتجازه، مؤكدا أن الأممالمتحدة تتابع الوضع العام للمعتقلين الفلسطينيين، مطالبا إما بتحديد الاتهامات أو إطلاق سراحهم دون تأخير. ومن جانبها، قالت زوجة الأسير، فيحاء شلش، إن ظروف اعتقال القيق كانت قاسية جدا، بعدما اقتحم جنود الاحتلال البيت في الثالثة فجرا يوم الحادي والعشرين من نوفمبر الماضي، بعد تفجير باب المنزل في رام الله، وعاثت قوات الاحتلال فسادا في المنزل، وصادرة الهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب في المنزل. وأضافت شلش أن الاحتلال لم يهتم لكونه صحفيا عندما أظهرت زوجته بطاقته الصحفية، بل واصل التحقيق في إحدى غرف المنزل، ثم انتهى الأمر باعتقاله، مؤكدة أن زوجها تعرض لأقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي خلال ال25 يوما من التحقيق، وواجه تهديدات كحرمانه من أطفاله، إضافة إلى عمليات تعذيب للعدول عن إصراره في الإضراب عن الطعام. وأوضحت زوجة الأسير أنها تنتظر خبر استشهاده في أي لحظة؛ نتيجة التزام زوجها بقراره، واصفة إياه بالرجل الصلب الذي لا يرجع في قراراته، خاصة المصيرية.