قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن إيران اعتقلت نحو 40 شخصا هاجموا السفارة السعودية بطهران، كرد فعل غاضب بعد إعدام الرياض للشيخ النمر، وقطع السعودية علاقتها الدبلوماسية مع طهران. وتضيف الصحيفة أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اعتذر عن الاعتداء على السفارة السعودية، وكان خطابه معقولا، وفي الوقت ذاته حاول استرضاء المتشددين الذين يتهمونه بالتراخي في حادث مكةالمكرمة العام الماضي، الذي أدى لوفاة نحو 450 حاجا إيرانيا أثناء أداء فريضة الحج. وتوضح «جارديان» أن العلاقات الدبلوماسية بين الرياضوطهران استمرت حتى في الأوقات الصعبة، وظلت سفارتا البلدين مفتوحة، كما كانت هناك جهود تصالحية وحازمة من قبل إيران، مؤكدة أن الرئيس الإيراني حريص على الوصول إلى أرض مشتركة تجاه المملكة العربية السعودية، وفعل ذلك بأسلوبه الخاص، ما يعني تجنبه المسؤولية المباشرة عن السياسة المثيرة للجدل. وتلفت الصحيفة إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى الرياض عام 2015؛ لتقديم واجب العزاء في العاهل السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، موضحة أن روحاني، في عام 2013، حاول التقرب من دول الخليج، كما أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، لعب دورا كبيرا، واستطاع الوصول إلى السعودية تحت قيادة الملك عبد الله، وعرض تسوية الخلافات، لكن الطائفية ظهرت مرة أخرى ولم ينجح. وتؤكد «جارديان» أن إيران والولايات المتحدة شهدا مؤخرا تقاربا، لكن الصداقة السعودية الأمريكية أكبر من الإيرانية ولن تنته فجأة، رغم أن واشنطن والاتحاد الأوروبي يدينان علنا سجل حقوق الإنسان في الرياض، والتبادل التجاري بين السعودية والغرب لا يزال يفوق الخلافات بشأن عملية الإصلاح السياسي في المملكة، كما أن هناك اتفاق بين واشنطنوالرياض بشأن احتواء نفوذ طهران في الشرق الأوسط. وترى الصحيفة أن ما سبق لن يتغير حتى مع تولي رئيس جديد لمقاليد الحكم في واشنطن بداية عام 2017، مؤكدة أن الخلاف السياسي بين طهرانوالرياض ينتج عنه جزء من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وعليهما العودة لعلاقات الصداقة الرسمية في عام 1929، والتى قطعت بعده ثلاث مرات، لكن ثمة اعترافات بأن علاقتهما بحاجة إلى الإصلاح.