يبدو أن العنف والفوضى سيسيطران على إثيوبيا، حتى مع احتفالات بداية العام الجديد. فما زال الآلاف من المتظاهرين يخرجون إلى الشوارع احتجاجًا على خطط الحكومة لتوسيع العاصمة أديس أبابا. ورغم قتل قوات الأمن الإثيوبية 75 شخصًا في حملة قمع دامية لتخويف المعارضين، إلا أن أعداد القتلى تسببت في غضب الرأي العام واشعال المظاهرات بشكل أكبر وأوسع، رافضين خطة الدولة في توسيع رأس المال بإقليم أوروميا؛ باعتبارها خطوة في الاستيلاء على أراضي شعب الأورمو. وقال موقع دويتشه فيله الألماني إن خطة إثيوبيا للاستيلاء على أديس أبابا جزء من الاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي حول أديس أبابا، وتلك الخطة أدت إلى نزوح ما لا يقل عن 200 ألف شخص، بالإضافة إلى تآكل الحدود في ظل الفيدرالية من قِبَل الحزب الحاكم العازم على أخذ الأرض من الغاضبين الذين يسمعون فقط عن خطط التغيير والرخاء، ولا يشعرون إلا بالإحباط وبخطط السرقة من قِبَل الحكومة. وتستند الحكومة الإثيوبية إلى الدستور الذي ينص على أن كل الأراضي ملك للدولة، وأن الشعب مستأجر من الناحية القانونية؛ حتى يُسمَح للحكومة بتنفيذ التطورات التي تصب في مصلحة جميع الإثيوبيين، بينما ترى المعارضة أن الحكومة تسيء استخدام الدستور، وأن الدستور ينص على أن الأرض ملك للجمهور، بحيث لا يسمح للحكومة بأن يهجروا الشعب كيفما شاؤوا، ويستغلوا الأرض للحزب الحاكم، ثم تقوم الدولة بخصخصة البلاد وبيعها للدول الكبرى. والواضح أنه كلما زادت الدولة من عمليات القتل، ناهض المعارضون الحكومة، واستمروا في دعم قضاياهم، وواصلوا النضال السلمي، مستقوين بالدعم الشعبي والملايين التي تعارض الحكومة. بعد اتهام الحكومة لليسار في إثيوبيا، بأنهم يحصلون على دعم من الخارج لإقامة ثورة في إثيوبيا وإيقاف المشاريع التنموية، رد اليسار قائلًا: إذا كان اليسار واليمين يحصلان على دعم لإقامة ثورة، فهل حصل أطفال المدارس والجامعات والناس البسيطة على دعم؛ حتي يخرجوا للتظاهر؟ مؤكدين أن الحقيقة ليست في حاجة إلى دعم حتى تظهر للعالم. وقال ميرارا جودينا المعارض البارز في الأورومو "إن هذه المظاهرات هي الأكبر في تاريخ المنطقة، والسبب الرئيسي فيها ليس كما تزعم الحكومة الإثيوبية بأن لها علاقة بالإرهاب أو بدول أخرى، بل إن الخطة الرئيسية للحكومة الإثيوبية بسلب مزارعي الأورومو أراضيهم وحقوقهم هي ما جعل الناس يضيقون ذرعًا بالكوادر والسياسيين. ولكن من الغريب أن المجتمع الدولي الذي يهب لنصرة أي شعب يطالب بحقه لم ينظر إلينا حتى الآن، ولم ينقذ شعب الأورومو من القتل والتشريد".