اختلاف كبير طرأ على المشهد السياسي في مصر خلال الساعات الماضية، خاصة بعد تراجع بعض الأحزاب السياسية عن انضمامها إلى تكتل "دعم الدولة"، الذي شكلته قائمة "في حب مصر"، حيث أعلن حزب الوفد الذي يمتلك 45 نائبًا في البرلمان عن خروجه من التكتل؛ ليخسر التكتل بعده بساعات 50 نائبًا آخرين ممثلين لحزب مستقبل وطن. يأتي هذا التغير في ظل موقف حزب المصريين الأحرار، الذي يمتلك هو الآخر 65 نائبًا برلمانيًّا برفضه الانضمام إلى التكتل، بل وصل الأمر إلى الهجوم عليه وبأنه يمثل عودة للحزب الوطني. وبهذا يكون أكبر 3 أحزاب من حيث عدد النواب قد خرجت، والتي تمتلك 160 نائبًا من أصل 600 في البرلمان؛ ليفشل ما كان التكتل يسعى إليه من ضم 300 نائب إليه. تحالف الوفد حزب الوفد بدوره استغل الموقف، فقرر الإعلان عن تدشين تكتل برلماني جديد يجمع القوى السياسية الغاضبة من تكتل "دعم مصر"، بحيث يكون هو المتصدر للمشهد. ولكن حتى الآن لم يعلن أي حزب الانضمام إليه، وحمل التكتل اسم "ائتلاف الأمة المصرية"، وكان الوفد قد شكل تحالفًا انتخابيًّا قبل الانتخابات البرلمانية، يحمل اسم "الوفد المصري"، ولكن تم تفكيكه بعد انضمام الوفد إلى قائمة "في حب مصر". تحالف العدالة الاجتماعية على الجانب الآخر يسعى حزب المصري الديمقراطي هو الآخر لتأسيس تكتل برلماني، تكون العدالة الاجتماعية إحدى قواعده الأساسية، حيث أعن الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب عن دعواته لعدد من القوى السياسية التي تتوافق مع سياسات الحزب؛ للانضمام إلى التكتل، سواء من المستقلين أو من الأحزاب اليسارية. المصريين الأحرار: لن نشكل تكتلًا وفي ظل محاولات الأحزاب السياسية استقطاب حزب المصريين الأحرار، الذي يحتل المركز الأول بين الأحزاب السياسية من حيث عدد المقاعد، سرعان ما أعلن شهاب وجيه، المتحدث الرسمي باسم الحزب، أنه لن ينضم إلى أي تكتل، ولن يشكل تكتلًا. وأضاف وجيه أن الحزب سينسق مع الجميع داخل البرلمان القادم، ومن بين الأحزاب الأقرب لتوجهه السياسي حزب الوفد، الذي رحب بخروجه من تكتل "دعم الدولة"، بجانب حزب مستقبل وطن، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد اتصالات مع بعض القوى السياسية للاتفاق على التنسيق معهم. هاشم: الصراع مستمر حتى بعد تشكيل البرلمان قال الدكتور عمرو ربيع هاشم، الخبير بمركز الأهرام، إن هناك تخبطًا بين القوى السياسية؛ بسبب الصراع على تصدُّر المشهد، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية لدى بعض التكتلات، مؤكدًا أن هذا الصراع سيستمر حتى بعد تشكيل البرلمان، وتوقع أن ينتهي البرلمان القادم بتشكيل تكتل أو اثنين على أقصى تقدير، مشيرًا إلى أن نسبة الأحزاب السياسية في هذا المجلس أعطت لها وضعًا خاصًّا، حيث إنها تمثل 40% من عدد المقاعد في مجلس النواب.