تحول مشروع الصرف الصحي في المنيا إلى مقابر متناثرة، تحصد أرواح الشباب والأطفال، في كل مكان، وسط إهمال الوحدات الملحية، والقائمين على المشروع، ونتيجة ترك البالوعات منزوعة الغطاء. محمد عبد الهادي نوح، طفل لم يتجاوز عمر 3 أعوام، كان آخر ضحايا مشروع الصرف الصحي الجديد – قيد الإنشاء- بقرية صفط الخمار مركز المنيا، أخرجه الأهالي من داخل إحدى البالوعات منزوعة الغطاء أمام منزله جثة هامدة. يروي جيران الطفل ل«البديل» قصة وفاته التي جسدت إهمال الوحدة المحلية، والقائمين على مشروع الصرف بالقرية، قائلين: "خرج الطفل نهارا، وقادته رغبة اللهو إلى الشارع الرئيسي على مقربة من منزله، ولما تأخر لأكثر من 3 ساعات، خرج أفراد أسرته بحثا عنه، فلم يجدوه، ما أثار الشكوك لديهم، ودفعهم للبحث عنه داخل بالوعة الصرف، ليجدوا حذائه يغوص وسط المياه الراكدة بالبالوعة ذات العمق 4 أمتار". ويكمل الأهالي: "اتصل الجيران هاتفيا بأحد المسئولين عن مشروع الصرف، وأحضروا سيارة الكسح، لشفط المياه الراكدة فى البالوعة، حتى وجدوه أسفل البالوعة جثة هامدة"، يضيف الأهالي: "الطفل مكث غارقا داخل البالوعة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وبالتالي لم تجدي إسعافات الوحدة الصحية التى هرولوا إليها". الواقعة محرر بشأنها المحضر رقم 11259 لسنة 2015 إداري مركز شرطة المنيا، وكان مدير أمن المنيا لواء حسن سيف، تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة المنيا عميد حاتم حمدي، يفيد ورود بلاغ من جد الطفل عثمان عبد الله، يتهم فيه الشركة المشرفة علي أعمال الصرف بالقرية بالإهمال، والتسبب في مصرع حفيده لابنته. محمد لم يكن وحده ضحية بالوعات الصرف منزوعة الغطاء، إذ لقي 5 أشخاص مصرعهم، داخل بالوعة مفتوحة بمركز بنى مزار بمحافظة المنيا، فيما لقي 3 آخرون مصرعهم داخل بالوعة بمركز سمالوط. ولقي التلميذ هشام فتحي عباس 12 سنة مصرعه داخل بالوعة للصرف، بمدرسة بنى خلف للتعليم الأساسي، بمركز مغاغة، يناير 2014، وعلى خلفية الواقعة، أقالت مديرية التعليم بالمنيا المسئولين عن المدرسة.