بعد أن اتهمتهم بعض الدول الأوروبية والغربية بالإرهاب، وتقاذفتهم دول أخرى، وفيما تتجه أصابع الاتهام إليهم وتحملهم مسئولية الإرهاب الذي تفشى مؤخرًا في الأراضي الأوروبية، ومع استخدام بعض الدول لقضيتهم في شد الأنظار أو كسب التأييدات، تأتي الشروط الجديدة التي فرضتها بعض الدول الأوروبية على اللاجئين لتضفي المزيد من المعاناة والألم والقسوة على حياة هؤلاء الهاربين من الإرهاب. ألمانيا ينوي حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الحاكم في ألمانيا بزعامة المستشارة "أنجيلا ميركل"، تقديم مشروع قانون يلزم اللاجئين بعدة بنود، منها الاعتراف بدولة إسرائيل وبحقوق المثليين، وقالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إن الحزب الحاكم سيقترح مشروع قانون "اندماج إلزامي" خاص باللاجئين، في المؤتمر العام للحزب المقرر عقده منتصف شهر ديسمبر القادم، ويضم القانون عدة بنود تلزم اللاجئين بالإقرار بدولة إسرائيل وحقوق المثليين والمساواة بين المرأة والرجل، وبأولوية تطبيق القوانين الألمانية على الشريعة الإسلامية، وفي حال مخالفة اللاجئين لتلك البنود القانونية سيتعرضون لتخفيض مساعداتهم الاجتماعية، إلى جانب تغيير وضع الإقامة التي يعيشون في ألمانيا بموجبها. هولندا أما في هولندا، فقد أقدم مجهولون على فعل ينم عن حمل الضغينة والكراهية للاجئين، حيث ألقى مجهولون رؤوس خنازير وأشلاء من أجسامها في مركز إيواء للاجئين بمدينة أنسخديه بمقاطعة أوفرايسل شرق هولندا على الحدود مع ألمانيا، حيث وجد ما يقرب من 14 رأس خنزير وكيس دم معلقة على السياج وملقاة على الأرض، وقال المحققون الهولنديون إن هذا الحادث لا يتعلق بما يسمى ب"الكراهية للمهاجرين"، وإن هذا الفعل لم يشكل أي تهديد لأحد، لكن يمكن إدراجه تحت بند "جرائم ضد البيئة". السويد أعلنت الحكومة السويدية عن حزمة قرارات جديدة من شأنها الحد من تدفق المزيد من اللاجئين إلى البلاد، حيث قال رئيس الوزراء "ستيفان لوفين"، إن "لا وجود لإقامات دائمة للاجئين بعد اليوم، كل الإقامات ستتحول إلى إقامات مؤقتة"، كما كشف "لوفين" عن شروط جديدة من شأنها جعل مسألة لمّ شمل الأفراد لعائلاتهم أمرًا شديد الصعوبة، كما أكد أن القوانين المتعلقة باللاجئين سيتم تعديلها كي تنخفض إلى الحد الأدنى من مستوى قوانين اللجوء السارية في الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن كثيرًا من الميزات الممنوحة سابقاً لن تكون موجودة. وعلى صعيد متصل؛ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر فيه عدد كبير من اللاجئين عاشوا لحظات رعب على إحدى الطرق في المجر، ويظهر في الفيديو تواجد العديد من اللاجئين على جانب إحدى الطرق السريعة في المجر، بينما تعمد قائد إحدى الشاحنات الضخمة محاولة دهسهم، مما دفع بعضهم إلى الرد عليه برشقه بالحجارة. كندا من جانبها قالت الحكومة الكندية إنها ستعيد توطين 10 آلاف لاجئ سوري فقط قبل نهاية هذا العام، أي نصف العدد الذي وعدت باستقباله في وقت سابق، حيث كانت الحكومة الكندية قد وعدت سابقًا باستقبال 25 ألف لاجئ هذا العام، وأوضحت السلطات الكندية أن من ستعدهم لاجئين، يشملون العوائل والنساء اللواتي في خطر، فضلا عن المثليين من الرجال والنساء، وقالت الحكومة الفيدرالية الكندية إن عملية إعادة التوطين ستقتصر على النساء والأطفال والعوائل فقط. الخطوة الكندية أوضحت تراجع رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو" عن وعوده المسبقة باستقبال اللاجئين بلا استثناء أو تمييز، حيث أخذت قضية اللاجئين مساحة كبيرة في حملته الانتخابية، إلا إنه استغل حادث "باريس" ليعود عن تعهداته الماضية، مثلما تراجع عن تعهده بإنهاء الضربات الجوية في سوريا والعراق. مقدونيا سارت أيضًا على النهج الأوروبي، حيث بدأت مقدونيا بإقامة سياج على حدودها مع اليونان لضبط تدفق اللاجئين إليها، وأعلنت وزارة الداخلية المقدونية أن 18 شرطيا أصيبوا بجروح، اثنان منهم دخلا إلى المستشفى، بعد احتجاجات على معبر "جيفجيليا" بين اليونان ومقدونيا، مشيرة إلى أن عددًا من آليات للشرطة والجيش أصيب بإضرار خلال هذه الاحتجاجات. ابتزاز تركي لأوروبا في الوقت نفسه استقبل القادة الأوروبيون في بروكسل لأول مرة رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، في محاولة منهم لانتزاع تعهد من أنقرة بوقف تدفق المهاجرين مقابل حصولها على حوافز سياسية ومالية، وهو ما اعتبره المراقبون ابتزاز تركي للقارة العجوز على حساب قضية إنسانية، حيث تعتبر تركيا منفذ اللاجئين إلى القارة الأوروبية وانطلاقًا من هنا يحاول الأوروبيون إقناع تركيا بتشديد مراقبة حدودها مع أوروبا مقابل امتيازات اقتصادية وسياسية وحوافز مالية.