الطيران الحربي التركي أسقط الثلاثاء مقاتلة جوية روسية من طراز سوخوي 24 بذريعة اختراقها لمجالها الجوي عند الحدود مع سوريا شمال اللاذقية، الطياران الروسيان قفزا بالمظلات قبل سقوط الطائرة لكن أحدهما قتل قبل وصوله إلى الأرض من طرف قوات المعارضة السورية التركمانية التي كانت متواجدة في المنطقة. تتطور الأحداث في الأيام المقبلة بشكل مفاجىء، في ظل محاولات تركيا، بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، تدويل المشكلة الأخيرة وتوريط حلف الناتو في الأزمة، وهو ما يعنى مواجهة محتملة بين روسياوتركيا ومن خلفها حلف الناتو، ومن المؤكد أيضا أن روسيا لن تكتفِ ببيانات الشجب والإدانة والتهديد بل سترد ردا حازما ومؤلما على الهجوم التركي. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن حلف شمال لأطلسي يواجه أزمة جديدة في منطقة الشرق الأوسط بعد إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية، يقول المسئولون الأتراك أنها اخترقت المجال الجوي لبلادهم على الحدود مع سوريا، وتضيف الصحيفة أن الحادث شهد تصعيدا خطيرا في الصراع السوري، ومن المرجح أن يوتر العلاقات بين روسيا وحلف الناتو. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن إسقاط الطائرة الروسية يجلب العديد من السيناريوهات التي تخشاها وزارة الدفاع الأمريكية وحلفائها، فقد يحدث تضارب محتمل بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها، وتلفت الصحيفة إلى أن تركيا دعت لعقد جلسة طارئة لحلف شمال الأطلسي بعد الحادث، ولكنها لم تطلب من التحالف الدفاع عنها. وتوضح الصحيفة أن خلال الشهر الماضي انتقد حلف الناتو تدخل القوات الروسية في سوريا، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" دعا لوقف التصعيد، لكنه قال: إن تركيا لها الحق في الدفاع عن مجالها الجوي. من جانبه، قال الأمين العام للحلف "ينس شتولتنبرج" بعد الاجتماع: إن حلفاء الناتو في ظل تقييمات مراكز المخابرات القريبة من موقع إسقاط تركيا الطائرة الروسية أكدت الرواية التركية للحادث ورفضت مزاعم روسيا بأن طائرتها كانت تحلق فوق سوريا ولم تعبر المجال الجوي التركي. أثارت هذه الحادثة التوتر بين تركياوروسيا، وفي العاصمة أنقرة احتشد مئات الأتراك أمام السفارة الروسية للتنديد باختراق الطيران الحربي الروسي للمجال الجوي لبلادهم، ومن جهة أخرى استنكر فلاديمير بوتين فعلة تركيا واصفا إياها بطعنة في الظهر، كما أن وزير الخارجية سيرجي لافروف ألغى زيارته المقررة الأربعاء إلى تركيا، الاستنكار اتضح أيضا في العاصمة موسكو حيث تظاهر مئات الروس أمام السفارة التركية للتنديد بهذه العملية، تصعيد يرى البعض أنه سيكبح جماح السعي نحو تعزيز التحالف بين الغرب وروسيا لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.