يعانى نحو 3 ملايين مواطن سويفى من كابوس دائم وشبح يخيف جميع الأسر السويفية إذا ما احتاج أحدهم سرير عناية مركزة بأحد المستشفيات أو حضانة لحديثى الولادة. وبحسب دراسة أجريت مؤخرا، فإن عدد أسرة العناية المركزة بمستشفيات بنى سويف يبلغ 37 موزعة كالتالى: "4 بمستشفى بنى سويف العام، و8 بمستشفى الواسطى المركزى، و14 بمستشفى ناصر المركزى، و11 بمستشفى الفشن المركزى"، كما تعانى مستشفيات "أهناسيا المركزى، وببا المركزى، وسمسطا المركزى" من عدم وجود أسرة عناية مركزة من الأساس. ولم يكن عدد الحضانات الموجودة بمستشفيات بنى سويف أفضل حالا، إذ تبلغ 137 فقط، الأمر الذى لا يتناسب مع عدد الحالات الفعلية، ما يعرض المواطنين للجوء إلى حضانات المستشفيات الخاصة، التى تتراوح ما بين 400 جنيه و800 فى اليوم الواحد، ما لا يتحمله الفقراء. يقول محمد رفعت، أعمال حرة: "عندما يشتد التعب والمرض بأحد أقاربنا نتوجه لمستشفيات بنى سويف ويخبرنا الأطباء بضرورة دخول المريض لغرفة عناية مركزة، وعندها نذوق الأمرين بين جميع المستشفيات بحثا عن سرير". ومن جانبه، أوضح أحمد صبحى، موظف: "مستشفيات بنى سويف بالكامل لا تكفى لاحتياجات المرضى، ونتكلف كثيرا من الأموال والجهد ومشقة السفر لمستشفيات القاهرة دون داعى وأمام أعين المسؤولين". وقال محمد قرنى، عامل باليومية: "رزقت طفلا منذ أسبوعين، وحالته المرضية غير مستقرة، وأتكبد يوميا مصاريف حجزه بحضانة أحد المستشفيات الخاصة، وأدفع 400 جنيه فى اليوم الواحد؛ بعد فشلى فى الحصول على فرصة لإيداعه بإحدى حضانات المستشفيات الحكومية". وفى نفس السياق، قال وليد عبد المنعم، ناشط سياسي: "ندفع اليوم ثمن التوجه نحو سياسات الخصخصة التى انتهجتها حكومات الحزب الوطنى منذ عهد عاطف عبيد، والأمر لا يقتصر على الخدمات الصحية، بل امتد إلى باقى الخدمات من تعليم وإسكان وخلافه". وأكدت منى عبد الله، مختصة فى المجال التنموى: "يجب وجود دراسة لتطوير العناية المركزة بالمستشفي العام، وكذلك إنشاء عناية مركزة في كل مستشفي مركزي تفي وتغطي احتياجات المواطنين، من خلال المحافظ وأعضاء مجلس النواب، ويكون لديهم دراسة عن الاحتياج الحقيقي للعناية والحضانات التي تحتاجها المحافظة ورفعها لوزير الصحة والضغط عليه لزيادة مخصصات المحافظة، أيضا النواب من خلال مناقشة موازنة الدولة، وعمل تعبئة وحشد للموارد من رجال الأعمال وأصحاب المصانع التى تستفيد من موارد محافظة بني سويف وتخصيص مبالغ لتجهيز غرف عناية وحضانات تفي الاحتياجات". وقال الدكتور مصطفى هارون، وكيل نقابة الأطباء ورئيس قسم الحروق بمستفى بنى سويف العام، إن المشكلة تتعلق في المقام الأول بالشق المالي، حيث يتكلف سرير الرعاية المركزة نحو 180 ألف جنيه، ومعظم المرضي لايقدرون علي دفع تكاليف العلاج، وتتحملها المستشفيات الحكومية والجامعية والتابعة للتأمين، مطالبا بمشاركة المجتمع المدني للمساهمة في زيادة عدد الأسرة وما يتبعها من مصروفات باهظة مثل المستلزمات والأدوية، خاصة أن الحقنة المذيبة للجلطة ثمنها 300 جنيه، ومضادات الصفائح وصل ثمنها إلي 1800 جنيه، ومن الأهمية الإشارة إلي الدور الحيوي للتمريض، فلابد من اختيار ممرضات يتمتعن بخبرة فائقة في الرعاية والتعامل مع الأجهزة.