بعد أن ضرب الإرهاب قلب العواصم الأوروبية والغربية، وأصبحت يده قادرة على زج هذه الدول في دوامة عنف لا تختلف كثيرًا عن تلك الواقعة فيها منطقة الشرق الأوسط، ومع تصاعد الاحتقان العالمي من تنظيم "داعش" الإرهابي، بدأت الدول الجادة في محاربة "داعش" تغيير واجهتها واتباع استراتيجية جديدة في التصدي لهذا التنظيم، حيث وضعت روسيا وتبعتها أمريكا "صهاريج النفط" الداعشية هدفًا جديدًا لها، باعتباره مصدر التمويل الأول للتنظيم الإرهابي. قضية إتجار "داعش" بالنفط السوري وضرورة وضع حد لهذا الأمر، أثاره الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خلال قمة العشرين التي انعقدت في تركيا في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث أكد ضرورة وقف تجارة النفط غير الشرعية التي يمارسها الإرهابيون، قائلا: عرضت على زملائنا كذلك صورًا من الفضاء والطائرات تبين بوضوح أبعاد تجارة النفط ومشتقاته غير الشرعية، حيث تمتد قوافل السيارات والناقلات لعشرات الكيلومترات على مد البصر وتشاهد من على ارتفاع 4-5 آلاف متر، ويبدو ذلك كأنظمة أنابيب نفط. https://www.youtube.com/watch?v=stGNzK9KOR8 انطلاقًا من تصريحات الرئيس الروسي بدأت المقاتلات الروسية مهاجمة صهاريج النفط الداعشية، حيث أعلنت موسكو أن طائراتها ستهاجم أي صهاريج تنقل النفط في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" بسوريا، وهو ما أكده قائد العمليات العسكرية الروسية في سوريا الجنرال "أندري كارتابولوف"، قائلًا: صدر قرارا بأن تقوم الطائرات القتالية الروسية بعملية صيد حر للصهاريج التي تحمل منتجات النفط العائدة للإرهابيين في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وأضاف أن الطيران الروسي دمر حتى الآن نحو 500 صهريج نفط خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدًا أن هذا قلل بشكل كبير من قدرة المقاتلين على تصدير منتجات الطاقة بشكل غير قانوني، كما قلل دخلها من عائدات النفط المهرب. https://www.youtube.com/watch?v=tY9TNWRM5Sg بعد أن لوح الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في قمة العشرين، بأن تمويل الإرهابيين في سوريا يأتي من قبل أشخاص من 40 دولة بما فيها دول مشاركة في القمة، بدأت الدول الأوروبية والغربية تتلفت حول نفسها محاولة الاختباء وراء نظرات الدهشة من تصريحات "بوتين"، لكن الرئيس الروسي زاد من تصريحاته مؤكدًا أنه قدم لنظرائه معلومات عن قنوات تمويل الإرهاب، وعرض عليهم صورًا فضائية تظهر أبعاد اتجار داعش بالنفط، وهنا باشرت أمريكا لتسابق روسيا من خلال إظهار إنجازاتها ضد داعش ومصادر تمويله. أعلنت الولاياتالمتحدة أن التحالف الدولي الذي تتزعمه سيتبع "تكتيكًا جديدًا" في استهداف مصادر النفط الخاصة ب"داعش"، إذ بدأت بمهاجمة موكب كبير للصهاريج تجمع في الصحراء شرق سوريا لاستلام النفط المهرب، في البوكمال بدير الزور، ودمرت 116 شاحنة للنفط، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "ستيف وارن": كنا نضرب أهدافا في البنى التحتية النفطية، ولكننا اكتشفنا أن ضرباتنا كان لها تأثير طفيف فقط، إلا أن المتحدث باسم الوزارة كشف أن سلاح الجو الأمريكي حذر سائقي الصهاريج التابعة لتنظيم "داعش" قبل أن يدمرها، حيث قال إن الطائرات الحربية الأمريكية وقبل حوالي 45 دقيقة من الضربة، حلقت على ارتفاع منخفض فيما يعرف بعرض القوة، وألقت مناشير تدعو السائقين للهرب، وتضمنت المناشير رسالة بسيطة تقول "أخرجوا من شاحناتكم الآن واهربوا"، وبرر "وارن" هذه الخطوة بالقول إن السائقين ليسوا بمتشددين بل مجرد مدنيين "على الأرجح"، لذلك كان علينا أن نجد طريقة للالتفاف على الأمر، على حد زعمه. يُعد النفط أحد أهم مصادر تمويل "داعش"، حيث تشكل عائدات تهريب النفط جزءًا رئيسيًا من تمويل التنظيم الإرهابي، وهو ما جعله من أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم، فهو يسعى دائمًا للسيطرة على المناطق الغنية بالحقول النفطية في سوريا مثل دير الزور، كما أنه يتبع نفس الاستراتيجية في العراق من خلال سيطرته على الحقول النفطية المهمة شمال العراق، مثل "بيجي" ومصافي نفط استراتيجية مثل "عجيل" و"علاس". كشفت تقارير أن "داعش" يجني شهريًا ما يصل ل50 مليون دولار من بيع النفط الخام من حقول نفطية خاضعة لسيطرته في العراقوسوريا، كما أنه يستخرج أكثر من 30 ألف برميل من النفط يوميًا من سوريا، بينما ينتج في العراق ما بين 10 آلاف و20 ألف برميل يوميًا، إلا أن التنظيم المتطرف يبيع هذا الذهب الأسود بأسعار زهيدة إلى المهربين، فيقدر ثمن البرميل الواحد بنحو 35 دولارًا، وفي بعض الأحيان ب10 دولارات، وهو ثمن بخس مقارنة مع نحو 50 دولارا للبرميل في الأسواق الدولية حاليًا.