تعد ريهام سعيد من أكثر الإعلاميات إثارة للجدل، ولا سيما في الفترة الأخيرة، فبعد الأزمة التي تسببت فيها بإذاعتها تقريرًا تلفزيونيًّا عن اللاجئين السوريين، واعتبره عدد كبير من السياسيين والإعلاميين إهانة للشعب السوري، عادت مرة أخرى لتثير الجدل في برنامجها "صبايا الخير"، بعد الحلقة التي قدمتها عن ضحية التحرش، مساء أمس الثلاثاء على إحدى القنوات الفضائية. حيث عرضت صورًا شديدة الخصوصية للفتاة التي تعرضت للضرب بأحد مولات مصر الجديدة، وانتشر مقطع فيديو بالواقعة بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية. وقالت خلال عرضها لتلك الصور بأنها تمتلك صورًا أخرى، لكنها لم تستطع عرض تلك الصور، وفي الوقت نفسه لم توضح "سعيد" طريقة وصول تلك الصور إليها. جاء هذا بعد انتهاء اللقاء بالفتاة ضحية التحرش، التي ظهرت عبر مقطع الفيديو المتداول، شارحة ما حدث معها، بأن شخصًا ما تتبعها إلى داخل المول وحاول التقرب منها، ثم تعدى عليها بعدما هددته باستدعاء أمن المول حسبما قالت ضحية التحرش من خلال حلقة البرنامج. فيما علقت ريهام سعيد على ما روته ضحية التحرش عقب إذاعتها للقاء، قائلة: "زي ما فيه متحرشين في الشارع.. فيه بنات زودتها قوي في الشارع. لموا بناتكم وحافظوا عليها. مش هيحصل لهم حاجة". ثم عرضت صورًا من الحياة الخاصة للفتاة، فيما أنهت حلقتها ببعض التوصيات للأسر المصرية قائلة "لموا بناتكم شوية". ومع انتهاء الحلقة، بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى في مهاجمة ريهام سعيد، مطالبين بضرورة وقف برنامج "صبايا الخير"، الذي يجعل من الضحية جانيًا والعكس، وفقًا لتعليقاتهم. من جانبها علقت منى عزت، عضو مؤسسة المرأة الجديدة ومديرة مشروع النساء والعمل بالمؤسسة، قائلة إن الخطاب الذي يتناوله بعض الإعلاميين في الحديث عن الناجيات من التحرش، وعلى رأسهم الإعلامية ريهام سعيد، لا يليق، حيث أصبح يغذي حالة العنف التي يشهدها المجتمع تجاه المرأة، ووصفته ب "المتواطئ". وأضافت أن مثل هذه الخطابات تسهل تهرب الدولة من مسؤوليتها تجاه مكافحة العنف الذي تتعرض له النساء، مؤكدة أن الخطاب الذي استخدمته ريهام السعيد بالحلقة طبقي خارق لكل الخصوصيات، ويساعد على دفن الرؤوس في الرمال وعدم الاعتراف بالمجتمع العنيف تجاه المرأة المصرية، مشيرة إلى أن المؤسسات النسوية طوال الوقت تدافع عن الناجيات، وتقف بالمرصاد لمن يحاولون تصدير مثل هذه الخطابات، وقد يصل الأمر إلى التقاضي.