تخفيض رواتب أساتذة الجامعات.. أزمة تهدد العملية التعليمية

فوجئ عدد من الأساتذة المتفرغين بخصم 10% من مرتباتهم، على اعتبار أنهم لا يتقاضون راتبًا من الدولة، لكن مكأفاة لما يقدمونه من خدمات، الأمر الذي أثار غضبهم، وقاموا بإعداد خطاب رسمي تمهيدًا لإرساله إلى مؤسسة الرئاسة.
وقال الأساتذة في خطابهم "في الوقت الذي تتزايد فيه الأسعار، فوجئ الأساتذة المتفرغون بالعديد من الجامعات المصرية بخصم مبالغ تتراوح بين 1000 و2200 جنيه؛ تنفيذًا لتوجيهات الجهاز المركزي للمحاسبات، باعتبار أن ما يتقاضاه الأساتذة المتفرغون هو مكافأة وليس مرتبًا"، لتسود حالة من الغضب لدى أعضاء هيئة التدريس بمختلف الدرجات الوظيفية.
ويبدو أن القرار جاء ل"جس نبض" ومعرفة ردود أفعال أعضاء هيئة التدريس عليه، التى بدورها أصدرت بيانًا ترفض فيه أي تخفيضات لأجور أعضاء هيئة التدريس.
وقال الدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إنه لم يرد للوزارة أي مخاطبات تفيد ذلك من وزارة المالية أو الجهاز المركزي للمحاسبات، ولا علم للوزارة بهذا الشأن، مؤكدًا حرص الدولة واحترامها لأعضاء هيئة التدريس ومصالحهم وحقوقهم كاملة دون انتقاء.
على النقيض أوضح مصدر بوزارة التعليم العالى أن الجامعات تلقت خطابًا رسميًّا بخصم 10% من رواتب أعضاء هيئة التدريس بالجامعات تطبيقًا لقانون الخدمة المدنية، مشيرًا إلى أن الخصم لن يقتصر على أعضاء هيئة التدريس فقط، إنما سيشمل الجميع، الأمر الذي ينذر بأزمة داخل الوسط الجامعي.
ومن جانبه قال الدكتور جمال ثروت، أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة حلوان، إن هناك تصريحات وقرارات متجاوزة ومتناوبة، سواء من قيادات التعليم العالى أو جهات سيادية أخرى، مثل الجهاز المركزى للمحاسبات، تنال من حقوق أساتذة الجامعات فيما يتعلق برواتب العاملين منهم أو المتفرغين، الأمر الذى ينذر بفوضى تنذر بكارثة فى التعليم العالى؛ لأنه بالأساس مرتبات أعضاء هيئة التدريس هزيلة.
وتساءل: ماذا نتوقع من أي عضو هيئة تدريس خصم من راتبه تحت أى بند أو أى شعار؟ مضيفًا أن الأمر يزيد المشهد ارتباكًا، وسيزيد الأمور تعقيداً؛ لأن أستاذ الجامعة أمامه مسئوليات ومتطلبات اجتماعية وعلمية، فكيف يواجه مسئولياته ويخصم من دخله الشهرى الضعيف؟ لافتًا إلى أن مكمن الخطورة في تصعيد الأمور من أساتذة الجامعات للمطالبة برفع يد الجميع عنهم، لافتًا إلى أنهم قادرون على التصعيد ودون تظاهرات أو إضرابات، لأنهم يمتلكون وسائل متعددة للتعبير عن رفضهم لكل القرارات الاستفزازية التى تنال من هيبتهم فى المجتمع، سواء داخل الجامعات أو خارجها.