نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا لها أمس حول التواجد العسكرى الأمريكى داخل أفغانستان الذي كان من المقرر أن ينتهى بحلول عام 2016 المقبل، مضيفة أن "أوباما" قرر الإبقاء على بعض القوات الأمريكية في أفغانستان إلى ما بعد العام المقبل، موضحة أن هذا القرار الأمريكي جاء بعد استيلاء حركة طالبان على بلدة "قندز" آواخر الشهر الماضي. وذكرت الصحيفة أن "أوباما" الذي تم انتخابه عام 2008 أعلن أنه يناهض الحروب ويأمل فى إنهاء الحرب الأمريكية فى العراقوأفغانستان قبل انتهاء ولايته، لكن تلك الآمال قد تبدت الآن، حيث من المقرر أن تبقي واشنطن على نحو 5500 جندي أمريكي في أفغانستان إلى ما بعد الموعد المحدد لرحليها. وأشارت "الجارديان" إلى أن هذه المرة هي الثانية التى تتراجع فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تنفيذ خطة الخروج من أفغانستان، موضحة أن تبرير الإدارة الأمريكية هذا المرة يستند إلى سيطرة حركة طالبان المؤقتة على بلدة قندوز الواقعة شمال البلاد. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى تصريح وزير الدفاع الأمريكى "آشتون كارتر" في خطاب له الأربعاء الماضي، حيث صرح قائلا "خروجنا من أفغانستان الآن يعتبر هزيمة ذاتية، ونحن ليس كذلك، لذا لا يمكننا الخروج الآن حتى نستفيد من النجاح الذي تحقق من قبل"، على حد قوله. وأوضحت الصحيفة أن سقوط بلدة "قندوز" في أيدي طالبان ضربة قوية للحكومة الأفغانية والجيش الأمريكي، حيث لم يتمكنا من منع الاستيلاء على البلدة من قبل هذه الجماعة المسلحة، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية قصفت خلال المعركة مستشفى أطباء بلا حدود، مما أسفر عن مقتل 22 شخصا من بينهم 12 موظفا من المستشفى و10 من المرضى. وأكدت "الجارديان" أن عدد القوة الحالية للجيش الأمريكي في أفغانستان تبلغ 9800 جندي، من المقرر أن يتم تخفيضها إلى 5500 في عام 2017، مضيفة أنه بصرف النظر عن عدد القوات المتواجدة على الأرض مع الجيش الأفغانى، فإن معظم عمليات القوات الأمريكية تنطلق من قواعد فى كابول وقندهار جنوب البلاد. ومن المتوقع أن تمدد دول حلف شمال الأطلسى تواجد قواتها في أفغانستان مثل الجيش الأمريكي، حيث بعد قرار "أوباما" الخاص بالإبقاء على القوات في أفغانستان إلى ما بعد رحليه، سيستمر تواجد القوات الأمريكية في البلاد حتى مجيء الرئيس القادم الذي سيكون ثالث قائد للحرب في أفغانستان، الأمر الذي يجعله أمام خيارين الأول الإبقاء على الحالة مثل ما فعلت إدارة "أوباما" أما الثاني فهو محاولة إنهاء الحرب، ورغم أنه من المتوقع أن يقترح البيت الأبيض سحب مزيد من القوات الأمريكية في عام 2017 ، إلا أن الوقع قد يفرض على القائد الجديد الذي سيتولى الحكم في نفس العام تعزيز التواجد الأمريكي مع تزايد هجمات طالبان. ونقلت الصحيفة تصريح "داود سلطانزوي" مستشار الرئيس الأفغانى الذي أكد أن الرئيس الأمريكي اتخذ قراره بناءً على توصيات من قادته العسكريين، معتبرا أن القرار من شأنه أن يساعد على استقرار البلاد فى الوقت الراهن. وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن "شكرية باراكزاي" العضوة بالبرلمان الأفغاني انتقادها لخطط انسحاب الولاياتالمتحدةالأمريكية من البلاد، مضيفة أن الولاياتالمتحدة خلقت الكثير من المشاكل في البلاد منذ الحرب الباردة، لذلك تقع عليها مسؤلية مساعدة الأفغان، مشيرة إلى أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تركز أكثر على تعزيز قوة البنية التحتية للاقتصاد الأفغاني، موضحة أن أحد الأسباب الرئيسية للحرب ضعف الاقتصاد في البلاد.