قيم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاليا النتائج الأولية للعملية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سوريا ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وقال خلال لقاء عقده في سوتشي جنوبروسيا الأربعاء 7 أكتوبر، مع وزير الدفاع سيرجي شويغو: "من السابق لأوانه تلخيص نتائج العملية، لكن ما تم إنجازه حتى الآن يستحق تقييما عاليا". وأعرب الرئيس عن شكره الخاص للطيارين الذين يعملون في سوريا وبحارة أسطول بحر قزوين الذين ضربوا مواقع ل"داعش" في سوريا على مسافة قرابة 1500 كلم باستخدام أسلحة عالية الدقة، وأصابوا بنجاح جميع الأهداف. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" نجح في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما فشلت فيه الولاياتالمتحدة، لأن الضربات الجوية الروسية ترافقها عملية تمشيط هائلة للجماعات التكفيرية على أرض الواقع. ويضيف الموقع أن القوات الجوية الروسية تقصف أهداف إرهابية في أنحاء محافظة إدلب، خلال الأيام القليلة الماضية، وكذلك معاقل داعش في الشرق بالرفاعة، تقوم القوات الروسية بتقديم الغطاء الجوي لتسمح للقوات البرية التحرك، وخلاصة القول، سوريا لن تصبح مستنقعا للإرهابيين، كما صورتها وسائل الإعلام الغربية، حيث يقوم الرئيس "بوتين" بقطع رؤوسهم. ويشير الموقع إلى أن الهجمات الروسية تحقق نتائج إيجابية بالفعل، وهذا ليس أمرا يستهان به، لأن هذه النتائج اربكت الحسابات الغربية، وتحولت إلى صالح الدولة السورية. ويلفت الموقع الكندي إلى أن القاعدة الروسية الجوية في اللاذقية توفر الغطاء الجوي اللازم لقصف الأهداف الإرهابية في أنحاء البلاد، وقطع سلاح الجو الروسي الامدادات وطرق التهريب الخاصة بالإرهابيين، داخل الحدود السورية، ودمر الطريق الرئيسي المؤدي إلى العراق، يوم الأحد الماضي، وبالتالي لن يخرج الإرهابيين من هذه المعركة وهم على قيد الحياة. ويرى الموقع أن السعودية لا تشكل خطرا حقيقا على العملية الروسية في سوريا، فالسعوديين لا يمكنهم التحرك بطريقة أكبر، لأن ذلك سيضر بالاقتصاد خاصة مع انخفاض سعر النفط، وقيادتهم لحرب اليمن التي لا توجد فرصة بالفوز بها، ولذلك، بالتأكيد لن يكون هناك فرصة للدخول في سوريا بشكل أكثر عمقا. ويعتقد "جلوبال ريسيرش" أن إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" يمكنهم استخدام السعوديين كغطاء لحشد تأيديهم لجماعات المعارضة داخل سوريا، وهناك إحتمال كبير لحدوث ذلك، ويضيف الموقع أن الشعب الروسي فخور بطرقة قتال "بوتين" ضد الإرهاب، وبالتالي لن يتوفق الرئيس الروسي عن استخدام بندقيته، حتى يقضى على الجماعات الإرهابية في سوريا. وقد دعا بوتين الولاياتالمتحدة التي تزعم أنها تعرف الوضع الميداني في سوريا أفضل من أية جهة أخرى، إلى تسليم وزارة الدفاع الروسية معطيات عن مواقع تمركز مسلحي "داعش" في أراضي سوريا، وأردف قائلا: "إنهم (الأمريكيون) يزعمون أنهم يعرفون الوضع بصورة أفضل، وذلك لأنهم يعملون في أراضي السورية منذ ما يربو عن عام، وهم يعملون هناك بصورة غير شرعية، كما قلت لهم، ولكن إذا كانوا يعرفون الوضع أفضل منا فعلا، فعليهم أن يسملونا إحداثيات الأهداف التي رصدوها حتى الآن، ونحن سنضربها". كما أكد الرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة على مهمة سلاح الجو الروسي المتمثل في تنسيق عملياته مع الجيش السوري، وأوضح: "وفيما يخص مهمتنا المستقبلية، فإنني أعول على تنسيق هذا العمل مع أنشطة الجيش السوري على الأرض، لكي تساهم خطوات قواتنا الجوية في دعم العملية الهجومية للجيش السوري بصورة فعالة".