حالة من الترقب والاستغراب والتساؤل، أثارها تصريح السفير السعودي في موسكو "عبد الرحمن بن إبراهيم الرسي"، قبل أيام، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، بأن زيارة العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، إلى روسيا ستكون قريبة جدا، حيث يأتي التصريح في ظل معطيات تؤكد احتدام الخلافات السعودية الروسية بشأن الأزمة السورية، خاصة بعد التدخل الروسي العسكري وضرب المعارضة المدعومة من قبل المملكة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن قصف روسيا لمواقع المعارضة في سوريا أثار غضب الكثير من دول المنطقة من الذين كانوا يسعون للإطاحة بالرئيس السوري "بشار الأسد"، ولذلك يتوقع خبراء سياسيون أن السعودية وقطروتركيا سيضعافون حجم الدعم العسكرى للقوات المعارضة للرئيس "الأسد". وتضيف الصحيفة أن محللين عسكريين يتوقعون أن تركز الرياض دعمها على مقاتلي المعارضة في الجنوب، بينما ستركز كل من قطروتركيا على دعم المقاتلين في الشمال، بما في ذلك الفصائل مثل أحرار الشام، وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن دعم تركيا للمعارضة تعرقل قليلا حيث أنها تستعد لإنتخابات مثيرة للجدل بعد فشل وقف إطلاق النار على مجموعات الأكراد. وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن الضربات الجوية الروسية أنهت أسبوعها الأول، ولكنها جعلت دول الخليج وتركيا يتحركون من أجل الإطاحة بالرئيس "الأسد"، فقد حذر وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" من أنه لا يوجد مستقبل للأسد في سوريا. وقالت "جوليان بارنز داسي"، زميل سياسي بارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية:" التدخل والتصعيد الروسي من المرجح أن يثير رد فعل قوي، وهو أيضا انتكاسة لتلك الدول التي تدعم المعارضة، خاصة تركياوقطر والسعودية". وتوضح الصحيفة أنه مع تفاقم الحرب الأهلية السورية، بدا موقف المملكة العربية السعودية أوضح، فكما يقول "محمد اليحيى"، زميل مشارك في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض:" منذ بداية الاحتجاجات في سوريا، أكدت الرياض على ضرورة رحيل الأسد، وموقفها لن يتغير". أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ جراء العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الروسية في المدينتين السوريتين "حماة" و"حمص" مطالبة بوقفها الفوري، في حين أكدت أن محاولات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وإذكاء النزعات الطائفية مثل ما تفعله إيران في العديد من دول المنطقة هي ممارسات أثبت التاريخ مأساويتها وأظهر الحاضر إخفاقها. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير "عبد الله بن يحيى المعلمي" أمام مجلس الأمن وبثتها وكالة الأنباء السعودية حول البند المعنون "الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين: تسوية النزاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكافحة خطر الإرهاب في المنطقة".