منذ بداية العام الجاري ولم تطل سلسلة ال100 كتاب بإصداراتها المقرر نشرها على جمهورها، إلا أن إدارة النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة التي تقدم السلسلة أعلنت في الأيام الأخيرة أن «العجلة تعود إلى الدوران»، وأن الأعمال الثلاثة المحتجزين منذ بداية العام الحالي بالمطبعة سيتم دفعهم إلى الصدور خلال الأيام القليلة الحالية، وهم: "بورخيس: حكايات"، "توماس مان: آل بودنبروك"، "فيرجينيا وولف: إلى الفنار". كما أعلنت الإدارة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن توالي صدور الأعمال التالية في وقت لاحق، بعد انتهاء التوقيعات الأخيرة على العقد الجديد مع المطبعة: "أنطوان دي سانت اكسبيري: الأمير الصغير"، "بوكاشيو: الديكاميرون"، "ليو هونج: قصص"، "لورنس ستيرن: حياة وآراء حضرة المحترم ترسترام شاندي"، "سكوت فيتزجيرالد: جاتسبي العظيم"، "هيرمان ملفيل: موبي ديك"، "مارجريت يورسينار: مذكرات هادريان"، "أحمد شاملو: حديقة المرايا"، "ليو شون: مذكرات مجنون". نتذكر أن الهيئة من خلال الإدارة المركزية للشؤون الثقافية، سبق وأعلنت أول سبتمبر المنصرم عن تفاصيل الأزمة التي يمر بها النشر، مؤكدين أن "النشر مستمر ولن يتوقف.. واستئناف الطباعة خلال أيام"، موضحين أن ما حدث أن هناك حاجة إلى إنهاء الإجراء القانوني للتعاقد مع المطابع بعد انتهاء العقود الخاصة بالطباعة، وأنه من المتوقع أن تنتهي الجهة المسئولة عن اختيار المطابع الجديدة التي سيتم التعامل معها خلال وقت قليل من الإجراءات القانونية الخاصة بذلك، بحسب الإدارة المركزية للشؤون الثقافية، وبعدها بأيام خرج محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، مؤكدًا أن "النشر يصدر بانتظام، ولم يتوقف أبدًا، وموجود فى كل منافذ البيع، وعند كل بائعي الجرائد". وبالفعل عادت الهيئة وقدمت إبداعات الأدباء، مرة أخرى، من خلال النشر الإقليمي بكل فرع من فروع الأقاليم الثقافية الخمسة التابعة للهيئة (جميع الإصدارات كانت من خلال النشر الإقليمي)، لكن تصريحات إدارة النشر سالفة الذكر: "يتوالى صدور الأعمال التالية في وقت لاحق، بعد انتهاء التوقيعات الأخيرة على العقد الجديد مع المطبعة.."، تعني عدم انتهاء الأزمة. وعن الأعمال ال3 الأولى المنتظر إصدارها ضمن سلسلة ال100 كتاب: «حكايات» أهم عمل إبداعي للأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخس، أحد القامات الإبداعية الكبرى في القرن العشرين، وأحد كبار مؤسسي الإبداع الحداثي في آداب اللغة الإسبانية. المجموعة القصصية تمثل كتابة خارجة عن الآفاق المعهودة، إلى آفاق تفتحها وتخترقها لأول مرة، كتابة خارجة على التصنيف، وكذلك عن تقاليد الإبداع القصصي، وهي أول تجربة عربية كاملة عن الإسبانية للمجموعة القصصية الفريدة. «توماس مان: آل بودنبروك» توفى والده السيناتور جوهان هنريش مان وهو ابن خمس عشرة سنة، ولم يكن حينها رجلا مسنا، بعد ذلك بيعت شركة والده وتفرقت أسرته، فأمه جوليا داسيلفا بروهانز الهجينة والمولودة في ريودي جانيرو. والتي باتت تعرف باسم جوليا مان سافرت إلى ميونيخ في جنوبألمانيا لأنها لم تكن تحب لوبيك حيث عاشت أسرة مان. أخوه هاينريش غادر إلى درسدن، أما هو فقد مكث في لوبيك أملاً في إكمال دراسته. تزوج توماس سنة 1905 من ابنة استاذ الرياضيات في جامعة ميونيخ برينكشيم ورزق منها بستة أطفال. «فيرجينيا وولف: إلى الفنار» إحدى علامات الحداثة الروائية في القرن العشرين، وأهم أعمال البريطانية فرجينيا وولف، إحدى مؤسسي تيار الوعي في الرواية العالمية، رواية بلا أحداث خارجية ذات بال، فلا تعنيها العالم الخارجي، بقدر ما تغوص في العالم الداخلي، غير المعلن وغير المكتَشَف، فيما وراء جذور عملية الإدراك والوعي والنظر إلى العالم؛ وما يؤسس للعلاقات الإنسانية المتبادلة. الرواية تعرية للداخل الإنساني، بكل هشاشته وإحباطاته، بكل رغباته الصغيرة وانكساراته، بكل أساه وعجزه عن الخروج من الدوائر المغلقة كسجن أو حلبة صراع.