يستعد المواطنون في قطاع غزة لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وسط ظروفٍ وحالة ليست في المستوى الذي يطمح إليه الفلسطينيون عموماً، وأبناء القطاع على وجه التحديد. هنا في غزة يقوم المواطنون بإجراء بعض التحضيرات استعداداً لاستقبال أيام عيد الأضحى المبارك الذي يوافق يوم غد الخميس الرابع والعشرين من سبتمبر أيلول الجاري، فتجد الباعة وقد وضعوا بضاعتهم أمام محلاتهم التجارية في أسواق المدينة، وتشاهد أيضاً أعداداً من المواطنين الذين يرافقون أطفالهم لشراء ملابس العيد، والبعض الآخر يشتري حاجيات الكعك الذي يمثل اعتياداً وطنياً فلسطينياً يقوم الفلسطينيون بتحضيره في كل عيد. سنفرح بالعيد "سنفرح وسنحتفل بالعيد" جملة تكررت على ألسن الناس في غزة، ونشرها عدد من الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمين كلمات وعبارات أخرى تشير إلى تحديهم لهذه الظروف واستمرارهم في مواصلة حياتهم رغم قسوتها ورغم جبروت جلادهم. ومن جهة أخرى، يقول الناشط حسن مرعي: "ها هم الغزيون يحاولون صناعة حياتهم، برغم أنَّ هذه الحياة التي نعيشها الآن لا تشبه الحياة التي يعيشها أيُّ بشر كان في هذه الدنيا، فلا وقت لدينا للاحتفال، حيث يشغلوننا دائماً بما هو أدنى من ذلك بكثير، في الوقت الذي يتعيَّن علينا الاحتفال فيه بالعيد، نحن نفتقد لمقومات الحياة الكريمة التي كفلتها كل الشرائع والمواثيق الدولية". وتابع مرعي حديثه للبديل: "أتمنى أن يكون هذا العيد هو عيد فرحة وسعادة لكل المسلمين في العالم وللفلسطينيين إخوتي، وأتمنى أيضاً أن يكون هذا العيد فرصةً للتوحد ونبذ الفرقة والخلاف، هناك الكثير من الأمور التي تجمعنا، والتي لا بد لنا من استثمارها بما يخدم مجتمعاتنا ومصالحنا الوطنية والقومية، كل عام وعروبتنا تجمعنا على حقوقنا لا على خلافاتنا التي قتلت آمالنا وأحلام أطفالنا". طوابير الوقود في إحدى محطات الوقود، قال أحد سائقي الأجرة للبديل: "في هذه المحطات، ينتظر سائقو التاكسي لساعات حتى يستطيعوا تعبئة بعض السولار في سياراتهم التي يعتمدون عليها كمصدر لرزقهم، ومع ذلك فإنهم لا يحصلون على الوقود اللازم لتشغيل سياراتهم طيلة النهار، لأنَّ الوقود الموجود لا يكفي لاحتياج الجميع، المشاكل مستمرة في هذه البلد، الوقود كما ترى شحيح، والمعابر مغلقة، وأزمة الرواتب ما زالت شائكة، إضافة إلى مشاكل البطالة والفقر التي ما زالت مستمرة، عوضاً عن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي واستمرار الحصار وحرمان الكل الفلسطيني من حقوقه واحتياجاته المختلفة". في استقبال عيد الأضحى المبارك، يتمنى الفلسطينيون أن تتحسن أحوالهم، وأن تكون السكينة جزءً من حياتهم التي سئموا حرقتها وصعوبة تحملها، موجهين رسالة تشي بوجود إنسان يعيش في هذه البقعة، ينتظر يصنع أمله ويحلم بمستقبل أفضل.